موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

تأثيل المفردة اللغوية..محمد عبد الكريم الدليمي

165

إن لغتنا العربية ليست كسائر اللغات من ناحية المبنى والمعنى، والتطور اللغوي؛ ورغم الدراسات الكثيرة والتكهنات المتعددة فلا يوجد رأي يمكن أن نقطع به، حيث إن الأدلة جميعها عن وجود التطور اللغوي مردود عليها، فمن قال إن اللغة أصوات للطبيعة، نقول له لو كانت اللغة أصواتا للطبيعة لتوحدت لغات العالم كلها في لغة واحدة لأن نفس الأصوات عند العرب موجودة عند البلدان الأخرى، ومن رأى أن هناك علاقة بين الكلمة وما تشير إليه، سنقول له ما العلاقة بين الشين والجيم والراء وبين الشجرة في الواقع، وأكبر الأدلة أسماء الأعلام، فقد يكون الشخص فقيرا جدا واسمه مالك، وقد يكون الشخص حزينا واسمه سعيد، وقد يكون عاصيا واسمه عبد الله لذا يرى الباحث إن اللغة العربية توقيفية أي أنها جاءت من عند الله تعالى ولا دخل للإنسان فيها والدليل قوله تعالى:ﭐ ( وعلم ادم الاسماء كلها )ﱠ البقرة: 31، ومن هنا يمكن لنا الفهم الصحيح للغة في تطورها اللغوي وتأثيل ألفاظها، وقد برهنت لغتنا العربية على حكمت تطورها بشكل ممنهج ومنتظم، فنجد تغيير ألفاظها وسقوط أخرى واستبدال معاني أخر واستحداث ألفاظا عبر أزمان وحقب تاريخية، فهذا دليل على تطورها اللغوي، وتأثيل المفردة اللغوية، التي نحن بصدد دراستها.المفردة اللغوية هي المادة الخام للغة وهي البنية التحتية للغة، فمنها نشأت اللغة ومنها ابتدأت تطورها، فلفظة المال نجدها تستخدم في الاستعارة عن بعض موادها مثل النقود، والمهر، والصك، الربا، المكافأة، الفدية، الرشوة، الزكاة، ولكن عند تطور الزمان عبر حقبه المتوالية على بعضها تطورت لغتنا وأظهر التأثيل للمفردة اللغوية شأنه وسطوته على المفردة اللغوية، فأصبح المال يمثل : الاستثمار، النفقة، المقاولة، الأسهم، الاختلاس، العقار، الضريبة، الغرامات، المعاشات، الرواتب، الأتعاب، القرض، المكرمة، وهكذا الكثير من أسماء المال أصبحت بعد تأثيلها، وكذلك لفظة أدب كيف أصبح تطورها عبر حقب الزمن فكانت مائدة، ومن ثم تربية الأبناء، وبعدها أصبحت تطلق على الكاتب فذلك كتاب ابن قتيبة العالم الجليل في اللفظ والمعنى ومن أشهر كتبه اسمه أدب الكاتب، ونجد التطور اللغوي هو الأعم والأكثر تأثيرا على ثقافة المجتمع وحضارته، فنجد ذلك واضحا عبر حقب الزمان من صدر الإسلام إلى العصر العباسي، فنجد في عصر صدر الإسلام أصبح الاهتمام باللغة أكثر نضجا وأكثر تطلعا، وذلك لنزول القرآن الكريم باللغة العربية، واهتموا الصحابة والتابعين بتفسير أي القرآن وما جاء من الأحاديث النبوية الشريفة، فتركوا الألسن الغريبة والأعجمية وما عرفوا من الألفاظ الغريبة التي كانوا يصقلونها ويهذبوها ويدخلوها للغتنا العربية، فكانت قريش هي أعرف الناس باللغة من غيرها، وجاءت أحد أمور سيادتها لاهتمامها باللغة وحفظها من الدخيل، ومن ثم اهتموا بتأثيل المفردة اللغوية، عبر حقب الزمان إلى العصر العباسي. وفي العصر الأخير اهتم علماء العربية بكل طاقتهم بتطور المفردة حتى وجدنا الجاحظ أول من تحدث عن قضية اللفظ والمعنى في أدبنا العربي، ولا أعرف أحدا تحدث قبله في هذا الشأن، فقد كان الجاحظ مثقفا موسوعيا وأديبا منطقيا ومفكرا في أدبنا العربي لا يجاري ولا يباري، وهو أول من انتبه لعلاقة اللفظ والمعنى في النقد الأدبي، وقد جاء بعده ابن قتيبة ليتناول ذات القضية بفكر جديد حينما قسم الشعر العربي إلى أربعة أضرب ؛ أول ضرب فيها يمثل ما حسن لفظه وجاد معناه، والضرب الثاني يمثل ما حسن لفظه وقصر معناه، والضرب الثالث على العكس من الثاني حسن معناه قصر لفظه، والضرب الرابع قصرت ألفاظه ومعانيه فهو يمثل الشعر الرديء.وكذلك اشتهر بهذه القضية أمير البلاغة العربية الإمام عبد القاهر الجرجاني وأطلق عليها الدارسون ( نظرية النظم ) والتي تتلخص في أن الكلام يأخذ قيمته من تطابق اللفظ مع المعنى، وعدم الخروج على قواعد النحو. ومحاولة البحث في هذا الفصل أن يتناول هذه القضية بمنظور عصري فيهتم بالعنصرين من جهة أداء الوظيفة وليس علاقة التطابق، ولذا فسوف يأتي الترتيب مخالفا لترتيبات البلاغة القديمة ليتناسب مع المذاهب الأدبية الحديثة بصفتها البلاغة الحديثة، ويقدم مجموعة من المفاهيم بداية من ألفاظ المعاني. من كتابي الرابع بلاغة الشعر

التعليقات مغلقة.