تأملات في زمن الحجر
بقلم الأستاذ/ محمد البيلي
من نعم الإبتلاء بكورونا
إنه جعلنا ننفرد بأنفسنا مدة كافية بعيدا عن صراعات حياتنا المعتادة لنتأمل ونتدبر حالنا ونتفكر في أمر أنفسنا وإعجاز الله فينا
من بداية الخليقة ومنذ أن إختار
« التراب » أرخص مادة على وجه الأرض لتكون أول تحدي على عظمته جل شأنه ليخلق منه الإنسان
فالتراب في منتاول الجميع ولكن غاية ماوصل إليه العلم والعلماء من هذه المادة هو صنع جهاز أو أله ولكن الله المبدع يجعل من هذا التراب حياة نابضة
كورونا جعلنا ننفرد بأنفسنا لنتدبر كذلك إعجاز رب العالمين في كتابه الكريم
الذي تحدى به علماء الأرض في أن يأتو بسورة من مثله برغم أنه مكون من الحروف الهجائية البسيطة إلتي يعرفها أطفالنا قبل كبارنا
لكن كانت غاية علماء اللغة والأدب أنهم يصيغون من هذه الحروف كلاما وأوزانا ولكن الله المبدع يصيغ منها قرأنا وفرقانا
ثم يأتي الإعجاز الذي نراه الأن بأم أعيننا في أن يرسل لنا مخلوق لايرى بالعين المجردة عرف بمسمى
« كورونا » ليكون تحدي جديد وإعجاز جديد
ليرد به على الإنسان إللي نسى روحه وبدأ يتكبر على ربه لأنه أرسل السفن الى المريخ أو إخترع القنبلة الذرية أوالدبابات والمدافع عابرة القارات
جاء كورونا أضعف مخلوقات الله لتعجز عنه تجهيزات البشر ومدافعهم العابرة للقارات
لأن المواجهة هذه المرة لم تكن مع إرهابي ولا محتل
فالعدو هذه المرة قد يكون أبيك أو أمك أو أخيك أو إبنك بل تعدى أكثر من ذلك قد تكون يدك
من يتدبر هذه الحالة يعرف أنها معجزة إذا أردنا أن نرى المعجزات بأعيننا لعل وعسى أن تخشع قلوبنا لذكره جل شأنه وحسن عبادته
وهنا يأتي السؤال
بعد كل هذه العِبر التي نراها بأم أعيننا
ألم يأن الأوان أن نتخذ من شهر رمضان الكريم ملجأ وملاذ نحول فيه كلماتنا وتأملاتننا الى واقع يشهد بوحدانية الله قولا وفعلا
قال تعالى
« ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون » أية 16 الحديد
شهر واحد نطبق فيه شرع الله كما أنزل في صلاتنا وقرأنا ومعاملتنا حتى لو لم تفتح المساجد
من داخل بيوتنا ومع أولادنا
حتى نحول المحنة الى منحة لعلها تكون فاتحة خير علينا بشكل خاص وعلى إعادة عزة وكرامة أمتنا بشكل عام بين الأمم
نسأل الله العلى القدير أن يرزقنا الإخلاص في العمل وأن يكشف عنا هذه الغمة وأن يتقبل صيامنا وقيامنا
ويجعلنا من عتقاء هذا الشهر الكريم
إنه ولي ذلك والقادر عليه
كل عام وحضراتكم الى الله أقرب وعلي طاعته أدوم
التعليقات مغلقة.