تاريخ البغاء “عرض كتاب “
د.أحمد دبيان
في كتاب تاريخ البغاء ، مداه ، وانتشاره وتأثيره .
يستعرض المؤلف الأمريكى ويليام سانجر ، والذى كان يعمل طبيبا فى القرن التاسع عشر فى كتابه الذى يقع فى قرابة الخمسمائة صفحة والذى يمثل دراسة اجتماعية تاريخية قيمة ، اقتصاديات البغاء و تاريخه ، ونشأته ، فى العالم القديم والحديث ، بدئاً من حضارة مصر القديمة ، مروراً ببلاد ما بين النهرين وسوريا واليونان ، وصولاً لفرنسا وبريطانيا فى العصور الوسطى والحديثة الى ان يصل للأمريكتين والولايات المتحدة الامريكية ، ويدرس ايضاً اسبابه ، وتأثيراته على العالم .
يستعرض الكاتب ايضاً البغاء عند اليهود بدئاً من تامار ويهوذا ،وحتى راحاب واستر .
ويقول انه كان لانتشار أعراض مرض يشبه السيلان ، ان شرع موسى بتحريم الممارسات الجنسية خارج إطار الزواج .
فى الجزء الذى تناول فيه البغاء فى مصر القديمة ، نقل عن هيرودوت ان مصر كانت مشهورة بالعشيقات صغار السن مع الأثرياء .وانه كان هناك تراخى فى الممارسات الأخلاقية فى السر .
وضرب مثلاً بأنه فى عيد
Bubastis
باستيت
والتى كانت إحدى آلهة قدماء المصريين. والتى تم تجسيدها على هيئة القطة الوديعة ، وقد أدمجت مع المعبودة سخمت في الدولة الحديثة ، حيث تمثل سخمت في هيئة اللبؤة المفترسة . فعندما تغضب باستيت تصبح سخمت ، وتنتقم من الأعداء ومن هو ذو خلق رديء. كانت مدينة بوباستيس (تل بسطة) مركز عبادتها.
كان المصريون القدماء يحتفلون بعيد باستيت بتعاطي البيرة (وقد كان يسمى أحيانا بعيد السكر) وفيه يمرحون ويرقصون بجلساتهم في احتساء البيرة . وقد ذكر هيرودوت هذا العيد في مخطوطته
( Herodot (II 60 .
فيقول :
كانت النساء والرجال يذهبون فى قوارب فى النيل .
وحين حين تقترب القوارب من الشاطئ تحدث مشادات كلامية نابية ( ردح)
ما بين نساء المدينة ونساء القوارب ،
وتقوم بعدها نساء القوارب بممارسة الرقص الإغرائي المكشوف على أنغام الناى والموسيقى .
يقول الكاتب ايضاً نقلاً عن هيرودوت ان القانون فى مصر القديمة كان يمنع الممارسات الجنسية داخل المعابد .
وان على الجنسين القيام بالتطهر قبل دخول المعابد ويستنتج الكاتب من هذا ان الأخلاقيات الشعبية كانت متراخية .
ربما كان هيرودوت هنا يصف مصر فى سنوات الاضمحلال وهذا هو حال الحضارات العظيمة حين تفقد حيويتها وقدرتها على ممارسة التأثير التاريخي والجغرافي فتتمسك بالشكل الطقسى دون تأصيل وترسيخ الجوهر.
التعليقات مغلقة.