” تثاؤب “… محمود حمدون
” تثاؤب ” محمود حمدون
رغم فارق السن بيننا , إذ كان يقترب من السبعين , بينما كنت قبيل العشرين من العمر بقليل لكن بهرتني شخصيته , غامض , قليل الكلام , مثقف , يملك إجابة عن أي سؤال أطرحه عليه , تعلّمت على يديه الكثير, بدوره لم يبخل , فزدت في أسئلتي بعنت شديد , أرهقته فلم يفلت مرة من بين براثني إلاّ بالنعاس حينما يأتيه فيطمس على عينيه فتزيغان , ثم يتثاءب معلنَا نهاية اللقاء.
سألته ” ما حلمك ؟
أنا ؟ .. لم أعد أحلم , خاصمني الحلم منذ سنوات بعيدة .
= عفواً , قصدت ما حلمك الذي سعيت إليه عمرك , قضيت سنوات شبابك وراءه؟
قال : أدرك مغزى سؤالك : حلمت كثيرا أن أُصبح بحّارًا , أجوب العالم في سفينة ذات أشرعة بيضاء كبيرة , لا أطأ الأرض , أرى البر من بعيد , تمنّيت أن يصبح المحيط عالمي , قبري.
كان يحدّثني بصوت مشوّش و رائحة ” يود ” نفّاذة تعبّق الجو حولنا .
التعليقات مغلقة.