تجاعيد… بقلم سيدة بن جازية -تونس
جنود الخفاء؛
مذ أعلنوا الاستقلال
جهّزت رحالي
خبّأت عتادي
على ظهري حقيبتي وكتابي
دون خارطة طريق انطلقت قافلتي
في البوادي
أغلقت بابا، وفتحت أبواب سهادي
شرّعت نوافذي للعتاب
مزّقت ستائر الأوهام و الهيام
و التصابي
ألقيت ببعضي في حقول النسيان
خيباتي، انكساراتي و آهات الحنين
و آلام الأنين
و عبراتي
استعددت للنضال
كشمشون وكل الأبطال
انتفض من رمادي
ألثم جراحي
أضمّد ندوب الروح
في الفلوات
أسكب ملحا على نزفي
تحترق الكلمات
تفضحها سكناتي
و بعض أزيز الصدعات
في صمتي أقبر سنواتي
أغوص في عمق الحياة
أنشد الممات
دون انتصارات
أعود خالية الوفاض
على جبيني نجمة وهلال
أكتب دون خجل سجل الخيبات
وحروبي و صراعاتي
فأنا العنيدة
سلاحي ريشتي و قصيدة
و أبجديتي سر.ّو مكيدة
**
لا تشمتوا
فحروفي باقية عتيدة
على الذاريات تلعن قيودي الفريدة
تصدّ ني صدّا تخشى بزوغ الحقيقة
لا تحزنوا فأنا السعيدة
وتلك زلّاتي تصنع من دربي
قصة طريدة
*
تكتب استقلال أنثى شريده
تقمّصت أدوار الشهيدة
في عشق الحرف و الحركة
تطوي أوجاعها و تفتح الحقيبة
تخطّ حدود دولة جديدة
سكانها أطياف و رؤى
دستورها لا ينكشف
إلا لمن اعتنق ذاته
نبراسه و وعيده
حفرت تجاعيده
التعليقات مغلقة.