تجديد أم تجنيد؟!
بقلم محمد عبد المعز
تجديد أن تجنيد ؟!
جعلَ اللهُ الدينَ حاكِماً للعلاقاتِ بين الناس، كيلا يسيرَ كُلٌّ منهم على هواه، ويفعل ما يحلو له، من دون مراعاة المصالِح الخاصة والعامة… “إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيراً”… الإسراء: 9.
وأرسل رسله، في كل عصر ومصر، ليبينوا للناس، ما يُصلح دينَهم ودُنياهم، وجعلهم معصومين، وقدوة، واختار خيرَ الناس ليكونوا صحابةَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول: “أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم”، وصَدَقوا، وصدَّقوا، رضوان الله عليهم.
وابتلى اللهُ الرُّسل، والصحابة، والصالِحين، كي يثقَ الناسُ أن الابتلاءَ نِعمة، ليزدادَ الْـمُـسْلِمُ يقيناً بالله، وأن بيده خزائن السماوات والأرض، مهما مَـلَـكَ أيُّ مَـلِـك أو مالِك… “قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَىٰ وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا”… النساء: 77.
والْفَرْقُ بين التجديد والتجنيد شاسِع، إن جازت الْـمُـقارَنة، فالتجديد لابد أن يعتمِدَ على الأصل، ناهِضاً به، كي يُواكِبَ مُتطلباتِ العصر، ويستعيدَ مكانةَ الأمة… “كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ”… آل عمران: 110.
أما تجنيدُ الدين، لمصلحةِ فئةٍ بعينِها، أو طائفةِ بذاتها، أو غيرهما، فيسيء إلى الدين، وإلى كل هؤلاء، وينحرف به عن مساره في إعمار الأرض، والنهوض بمَنْ وما عليها، كي ينعموا بخيراتها… “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب”… المائدة: 2.
التعليقات مغلقة.