تجليات ليلية بقلم الأديب /حسين صابر
صعدت إلى الطابق الثالث من البيت، منقاداً بهاجسٍ من الذكريات، وتوجهت الى الغرفة الوحيدة في أقصى الرواق…هي غرفةٌ صغيرةٌ معتمةُ رطبة…
توقفت امام مكتبتي القديمة التي تهالكت منذ سنوات فأحلتها على التقاعد…
قلبّت حافظات أوراقي… وبلا تردد سحبت الحافظة الخضراء شبه الممزقة وعليها عبارة “كتاباتي القديمة”.
في الصفحة الأولى وجدت النص الاتي:
١٩ أيلول ١٩٩٩
كيف حصل كل ذلك؟
من أية سماءٍ نزلتِ لتتمكني مني بذلك الإحتواء الكامل؟
وكيف إستطعتِ التسلط على قلبي الخالي؟
كانت كلمة الحب قبلكِ تمر على عيني فيتلقفها عقلي…أما قلبي فلم يكن قد تعرف عليها بعد.. واليوم بدأ عصرٌ جديدٌ في حياة هذا القلب بدأ ينبض بكِ…دخله الإحساس لأول مرة…
صرتُ أعيش بكِ ولكِ..أستنشقكِ نسيماً عذباً…
يتخلل كيانكِ روحي..فلا أدري هل هما جسدان في روحٍ واحدة، أم روحان في جسدٍ واحد؟
…………………….
طويت الحافظة المنهكة.. وفي داخلي نفس الشعور الذي انتابني قبل إثنتين وعشرين سنة، عندما كتبت تلك الخاطرة…يبدو أن الحب من الأمور الأزلية..كالمرض المزمن.
التعليقات مغلقة.