تحت الأنقاض
هيفاء نصري
اخرجْ من المشهد فالزلزالُ قادم
وأنا أريدُ أن احتفظَ بذكرياتٍ
من أيامِ سعادتِنا معاً
لأيامِ القحط
فكم مرّةً وقعَ الزلزالُ داخلي
وكنتُ أتابعُ حياتي المتناقضة
كأن شيئاً لم يحدثْ
وكنتُ في كلِّ زلزالٍ يضربُ بيننا
أخالُ أن كلَّ الخيوطِ تقطّعتْ
وأنَّ الجسورَ تدمّرتْ والأعذارَ استُهلِكتْ
والقلوبَ ماتتْ
ولكننا نعودُ
وحدها الأنثى تشمُّ رائحةَ الزلزالِ
قبلَ أن يضربَ ذاتَها فتركضُ هاربةً
فحين تسقطُ الجدرانُ
يصبحُ الخروجُ من تحتِ الأنقاضِ
أمراً مستحيلا
تركضُ بي الشوارعُ تتحركُ وتهرولُ
هاربةً من إحساسي
ومن عجزِ قدمي التي رفضتْ أن تتحركَ
بعيداً عنك
تتسمرُ قدماي ،
أغرقُ في الإسفلتِ
وأرفضُ أن أهربَ منك
ومع ذلك ، أنا بحاجة إلى نفسي
فمعك دائماً أشعرُ أني أزحفُ عاريةً
على زجاجٍ مكسور
أنزفُ حتى الموت ولا تشعرُ بي
في كلِّ مرّة نفترقُ فيها هكذا دون عتاب
تعودُ إلى دفترِ ذكرياتك
وتنبشُ قبورَ نسائِكَ قبلي
تنفخُ في البوقِ
فتنهضُ جواري شهريار
وتمعنُ في تدليلك
وفي كلِّ مرّة ترسلهنَّ إلى الجحيم
وتعودُ إليَّ
بشوقِ السنديان إلى أمطارِ تشرين
وعلى مقياسِ ريختر
كلُّ الزلازل ما بيننا مدمِّرة
لكنَّ هوانا
لا يمكن أن ينتهي تحتَ الأنقاض
هيفاء نصري
سورية
التعليقات مغلقة.