تخاريف الخريف بقلم عبده مرقص عبد الملاك
يا حضرات المستشارين
ان هذا الفتى العاق , الماثل امامكم , قد اقترف ذنبا لا يغفر و جرما يندى له الجبين , فهو لم يكتف بشق عصا الطاعة , بل اعتدي علي والده الكهل -الذي لا يألو جهدا في توفير حياة كريمة لاسرته – فشج رأسه و اصابه بعاهة مستديمة لا يعالجها طب و لا دواء و لايمحوها الزمان ، فستتحدث الاجيال عن تلك الفعلة الشنعاء……… انه لم يتخذ اخوته قدوة و لم يراع حق الوالدين
و لذا فاننى اطالب عدالة المحكمة ان توقع عليه اقصى عقوبة جراء فعلته النكراء ليكون عبرة لمن يعتبر
و قد تم تأجيل نظر القضية لاستكمال الاجراءات وندب محاميا للدفاع عن المتهم مع استمرار حبسه
………………………….
لما ذهب الرجل الي منزله كادت زوجته ان تصعق و صرخت متسائلة ما الذى حدث ؟ لمن ؟ و ممن ؟
كيف بالله سولت لك نفسك ان تلفق تهمة مشينة لابنك …….. انا لا اصدق ذلك
انت الانسان المتسامح و الذى يئن و يتوجع و يحزن لالام الاخرين ، انسيت انك كنت تنفق مدخراتك على المساجين الذين كان يتم ترحيلهم فى قطارالجرائد لما كنت تذهب للمحطة لشراء مجلة او صحيفة
هل اثرت فيك الشيخوخة
اجبنى من فضلك بدون اتباع اسلوبك فى الاقناع الذى تجيده و لطالما خدرتنى به
ايروق لك ان تلقى بفلذة كبدك فى غياهب السجن ؟ هل تجردت من انسانيتك ؟ انا لا اصدق انك انت , انت الذى عشت معه وبه كل عمرى
فرد عليها الزوج
” انت تعرفينى جيدا و ثقى ان ما فعلته فعلته بدافع ابوى و لصالح ابنى
الاتعلمين اننى فى غضون شهور ساحال للتقاعد – هذا ان قدر لى ان اعيش – و سيصبح راتبى ربع ما اتقاضاه الان
و تعلمين اننى مثل لاعب السرك الذى يرقص على الحبل لاوفر لكم ما يحفظ ماء الوجه
اننى اشرف بابنى هذا و افتخر به كما افخر باخوته وقد فعلت هذا من حبى له و خوفى على مستقبله
ففى السجن سيتم انفاق اربعة امثال راتبى عليه و ستكون فرصة اكمال تعليمه سهلة و سانحة
كما انه سيكون فى مأمن من الحوادث الاجرامية و الارهابية
بهذه الفعلة الشنعاءالتى تتصورينها أكون أمنت له مستقبله و حياة كريمة
عبده مرقص عبد الملاك
التعليقات مغلقة.