تدارك المواقف .. خاطرة بقلم/ خلود أيمن
كلنا نتعرض للعديد من المواقف ولكن الأكثر قوةً هو مَنْ يتمكن من تدارك بعض المواقف واتخاذ قرار حاسم فيها أو تجاوزها وكأنها لم تكن بحيث لا تؤثر فيه وتجعله عاجزاً غير قادر على الرنو للأمام ، فمواقف الحياة تكون من أجل التَعلُّم واكتساب الخبرات وليس التوقف والإصابة بالحسرة والندم على ما مضى ولم نتمكن من استرداد حقنا فيه بل يجب أنْ نكتسب من خلالها القوة والصلابة التي تُمكِّننا من مواجهة القادم بقلب أكثر حماسةً وكأننا نشحنه بالطاقة اللازمة للاستكمال دون أنْ يتوقف للحظة مفكراً فيما مرَّ ، فالمرء إنْ لم يتحول لتلك الشخصية الصادمة سوف يضعف وتخور قواه في أول موقف يصطدم به دون القدرة على المواجهة فيُفضِّل الانسحاب والهروب في مثيله فيما بَعْد دون محاولة بذل أي جهد للحفاظ على ثباته الانفعالي وتحويل نقاط الضعف لنقاط قوة تُمكِّنه من التَحمُّل والعبور من تلك المحطات التي قد تقتله إنْ لم يكن شامخاً بما يكفي لا تهزه أي رياح أو عواصف مهما كانت عاتية ، فلقد اتخذ عهداً مع ذاته بأنْ يكون أقوى من أي موقف عابر قد يمر به بين الحين والآخر دون أنْ يُسقِطه أو يسحبه للخلف بلا قدرة على المقاومة أو التصدي بما يحمل داخله من قوى ، فالقوة المقصودة ليست قوةً جسمانية وإنما قوة إرادة وتحدٍ وإصرار تجعل المرء يتسم بالعزة والشموخ ويتشبث بكبريائه الذي يمنعه من التسليم ورفع الراية حينما يعبر بأي موقف مهما بدا صعباً لا يُقهَر ، فلقد اعتاد ألا يهزمه شيء مهما كان …
التعليقات مغلقة.