تدبر لغوى في كلمات من القرآن
بقلم د.وجيهة السطل
.
تدبر لغوى في آيات من القرآن
يقول الله سبحانه وتعالى: ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا))[الأحزاب:٥٦] صدق الله العظيم؟
لماذا قال الله سبحانه وتعالى: صلوا عليه ولم يؤكد بمفعول مطلق ،كما قال:
(وسلِّموا تسليما)
يقول الله تعالى ” أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوبٍ أقفالها “سورة محمد /٢٤
والتدبر يفضي إلى الاجتهاد .وما أقوله اجتهاد لغوي ، لا يتعلق بالتفسير أو الشرع .لأن أوسع تفسير جامع لأحكام القرآن ،وهو تفسير القرطبي لم يشر إلى ذلك من قريب ولا من بعيد . وأزعم أن لي باعًا في اللغة ، يجيز لي ذلك:
أولًا: ردٌّ يتعلق بالمعنى ، لِمَ لَمْ يؤكد فعل الصلاة بمفعول مطلق مؤكِّدٍ للفعل كما أكد التسليم؟؟ فذلك أراه لأنه سبق ذلك بأن الله سبحانه وتعالى وجميع ملائكته ، يصلون على النبي ، فهو – صلى الله عليه وسلم – في غنىً ،عمن لا يصلي عليه من البشر ، بصلاة من هم أعظم من البشر بما لايمكن تقديره .فلا يحتاج توكيد ذلك.
ثانيًا: ردٌّ يتعلَّق باللغة ، فمصدر صلَّى على وزن فعَّل تفعيلًا ، مثل زكَّى تزكيةً وربَّى تربية ، هو تصليةً . وهذه الكلمة لم ترد سوى مرةٍ واحدة في القرآن الكريم في سورة الواقعة الآية/٩٤ ونصها: “وتصليةُ جحيم ” وفي تفسير القرطبي( أصلاه النار وصلّاه أي أدخله فيها) .ومن معاني الصلاة في اللغة الدعاء ،وحتى لا يلتبس الأمر على الناس ، ولا يصيب الرسول – صلى الله عليه وسلم- أدنى أَذىً ، ولو من قبيل الجهل بالمعنى ، منع توكيد فعل صلّوا .
وأكَّد فعل سلّموا لسببين منبثقين عما سبق : أولهما أن المؤمنين فقط هم المأمورون بالتسليم على النبي ، وثانيهما: أن المصدر تسليمًا لا يوقع في لَبْس لغوي مسيء . ولم يكرر ذكر الجار والمجرور (عليه) ،ليبقى الأمر عامًّا للمؤمنين في التسليم عليه، وعلى بعضهم بعضًا.
فمن معاني سلَّم ، قال السلام عليكم.
ما الفرق بين صلى الله عليه وسلَّم وصلِّ اللهم عليه وسلِّم؟وأيهما الأصح في الكتابة صلى أم صلِّ؟
صلى فعل ماض وسلَّم أيضًا فعل ماض معطوف على صلى .وفاعل صلى لفظ الجلالة بعده الله. وفاعل سلم ضمير مستتر عائد على لفظ الجلالة.
وهذه نقولها حين نكون في معرض ذكر اسم النبي محمد فنقولها بصيغةالماضي الذي هو اسلوب إنشائي جاء على صورة الخبر ونعني به الدعاء. كما نقول جزاك الله خيرًا وبارك الله فيك.
أما الصيغة الثانية فتأتي بعد نداء الله سبحانه وتعالى اللهم ويأتي فعل الدعاء بصيغة فعل الأمر،. ولذا يحذف حرف العلة لأن الفعل معتل الآخر، ويبنى على حذف حرف العلة. وفعل سلِّم المعطوف عليه أيضًا فعل دعاء جاء على صيغة الأمر( ونقول هذه الصيغة فقط فيما فاعله رب العالمين،تأدبًا معه).
وكلا الصيغتين صحيح. ويميز الثانية عن الأولى بأنها مسبوقة بنداء اللهم.أو يارب.
التعليقات مغلقة.