تراتيل الخلود.بقلم.على أحمد
أسعدْ سواك متى استطعت سبيلا
ماذا يسوؤك إن زرعت جميلا؟!
ماذا يسوؤك إن مننت ببسمة؟!
تشفي العليل وتسعد المخذولا
ماذا يضيرك أن تمد أولى الضنى؟!
نهر السعادة راغبا وعجولا
ماذا يضيرك أن تجود برحمة؟!
أو أن تغيث العاجز المحمولا
أو أن تقيل المرء من عثراته
خير الخلائق من يصير مُقِيلا
من ينثر البسْمات فوق شفاهنا
ينل الجزاء من الإله عديلا
كن كالزهور يفوح عطر أريجها
للعالمين ولا تريد جزيلا
أو كالطيور تبث فوق غُصونِها
لحنا نديا منعشا وعليلا
كالشمس تنشر للأنام شعاعها
وتبث من أثوابها الإكليلا
أو كالسحاب يجود من أحشائه
بالرزق يهطل بكرة وأصيلا
كن كالهواء إلى الجميع حياته
بالنفس جاد لكي تعيش طويلا
لولاه ما ظلت حياتك لحظة
فهو المثال لمن أراد مثيلا
كن كالنسيم يُقِّلُ كاهله الشذا
ويدور يرسم في الوجوه خمولا
امدد يديك إلى البرية بالعطاء
ولاتضن بما يكون جليلا
خير العطاء محبة ومودة
وصفاء روح تبعث التبجيلا
عِش في الحياة بشير خير للورى
تَهِبُ الأنام تبسمًا وعَسولا
وتمد للإنسان أنفاس الحياة
ولا ترد من الأنام سؤولا
وتوزع الحب الطهور على الدنا
كيما يعيش العالمين فصولا
كيما تفيض الأرض من خيراتها
وتجود ماءً سائغًا وحقولا
بالحب يرفل في النعيم أولو النهى
والبغض يَمْحَقُ عالما وجهولا
ما قيمة الدنيا بغير تآلف
بين الأنام، أليس ذاك طُفُولا؟!
والمرء لو يحيا بغير محبة
سيعيش بين العالمين قتيلا
إن الحياة بغير ود صادق
كالموت يحيا من خلا مجهولا
يزداد عمرا من يزيد عطاؤه
ويعيش فيها مكرما ونبيلا
من قلبه كالطفل أبيض صافيا
يهوى الجميع ولا يرى تفضيلا
تهفو القلوبُ لمن يزيدُ رواءَها
وتذوب فيه ولا تروم بديلا
يحيا بهذا الحب فوق سنيها
ذاك الخلود، فهل تراه ضئيلا؟!
إن السعادة في الحياة سبيلها
في كف من يك للعطاء بذولا
يقتات حب الناس كل هنيهة
يروي من الفيض الزلال غليلا
والبخل يهوي بالشحيح إلى الثري
والمال يفنى عملة وأصولا
فإذا ارتأيت بأن تعيش مخلدا
في الذكريات خذ السخاء خليلا
وابعث بأراوح البرية ماءها
وكن السرور وسعدها المأمولا
فبذاك ترقي في القلوب إلى العلا
وتظل فيهم جنة وظليلا
التعليقات مغلقة.