ترجمة إحدى خرافات الشاعر الفرنسي الراحل(جان دي لافونتين Jean de La Fontaine)
(عربة الخيل والذبابة: Le Coche et La Mouche)
بقلم: عاشور زكي وهبة
ترجمة إحدى خرافات الشاعر الفرنسي الراحل(جان دي لافونتين Jean de La Fontaine)
(عربة الخيل والذبابة: Le Coche et La Mouche)
بقلم: عاشور زكي وهبة
في طريق مرمل وعر تلفحه الشمس من جميع الجهات
كانت تصعد عربة سفر طويل تجرها ستة خيول قوية.
ترجل كل الركاب: النساء والشيوخ وأحد الرهبان،
فلقد كانت الجياد المقرونة بالنير تنضح عرقا وتتنفس بجهد جهيد نتيجة الإرهاق الشديد.
فجأة جاءت ذبابة ودنت من الأفراس، رغبة في تنشيطها وتحريكها بواسطة الطنين تارة، أو باللكع تارة أخرى.
ثم كانت تحط على عريش العربة أو تقف على أنف الحوذي معتقدة دائما أنها بهذا أو ذاك الصنيع تحفز وسيلة النقل المتعبة.
حينما تحركت العربة، ورأت الذبابة الناس يسيرون؛ فما كان منها إلا أن تنسب لنفسها فقط المجد والفخر.
فها هي تغدو وتعود قابضة على زمام المبادرة، وكأنها رقيب حربي يخوض في كل المواقع فيحث جنوده على التقدم والتعجيل بالنصر المبين.
وخلال هذه العملية العسكرية الملحة تشتكي الذبابة من أنها تعمل بمفردها، وتولي الأمر بالغ عنايتها؛ في حين ما من أحد ساعد الخيول على الخروج من ورطتها الطارئة: فلقد كان الراهب يتلو كتاب الصلوات، ويبدو أنه لم يكن متعجلا.
كما كانت إحدى النسوة تشدو. فهل كانت الأغاني ذات جدوى في هذا الحدث الجلل؟!
لهذا شرعت السيدة ذبابة تطنطن وتطن في آذانهم، وترتكب مئات الحماقات المماثلة.
بعد جهد جهيد وصلت العربة أخيرا إلى قمة الطريق المنحدر.
فما كان من الذبابة إلا أن تطن قائلة:” فلنتنفس الصعداء الآن! لقد بذلت قصارى جهدي أكثر من هؤلاء القوم حتى ارتقينا إلى الأرض المنبسطة. فهيا سادتي الخيول! عليكم أن تدفعوا لي أجر تعبي ونصبي من أجلكم!”.
وبالمثل فإن هناك بعض البشر يقومون بالمفيد من الأعمال، ويقدمون الضروري من الأفعال في كل مكان؛ في حين يوجد أيضا المزعجون الذين ينبغي علينا مطاردتهم من كل مكان.
تمت الترجمة بحمد الله
التعليقات مغلقة.