ترجمة الأستاذ عبد اللطيف غسري لقصة “رسالة من ميت مات مرتين ” بقلم الأديب الدكتور نهاد حلاوة
رسالة من ميت مات مرتين
كلما نظرت إلى مكتبي ورأيت تلك الكومة من نتائج الفحوصات الطبية وصور الأشعة ووصفات الأطباء..أتذكر علي الفور ما أحاول تناسبه.. فعلي ان أستسلم..فعلي ان استسلم في أسرع وقت لاصابع الجراحين ومشارطهم..ربما امكنهم استئصال الامى ووضع حد لعذابى.
صباح ذلك اليوم..تأملت مليا صورتي الشاحبة في المرآه المثبتة بخزانة ملابسى امام سريري واتخذت القرار الصعب.. لا فائدة من الهروب..والتسويف..لا جدوى من حياة لم يعد يربطني بها غير شعورى بالحسرة عندما تقبل على ابنتى الصغيرة لتمارس حقها في اللهو بين أحضان أبيها..فلا يطاوعنى جسدى الواهن علي مجاراة شقاوتها..ما معني تحمل سياط نظرات زوجتى.. المفعمة بالشفقة حينا وباليأس احيانا فلا أملك إلا مبادلتى إياها بنظرات إعتذار يومية..ولتنفيذ قرارى كان علي إقناع زوجتي ان تقضى يومها عند امها لأتمكن من الذهاب إلي المستشفى وحدى ودون علم أحد من اسرتي.
استجمعت بقايا شجاعتي التي تناثرت اشلاؤها عبر الزمن ..وما تبقي من عافيتي التي انهكها طول صراعي مع المرض ..واستطعت بمفردى انهاء اجراءات دخولى المستشفى بعد ان استقبلنى الأطباء بعاصفة من التوبيخ لتأجيلى المتكرر إجراء العملية الجراحية مما وضعهم في مأزق نتيجة زيادة احتمالات حدوث المضاعفات..وامعانا في احكام الحصار على والتمكن مني.. فقد قرر الجراحون إجراء العملية غدا..
رغم اقراص المنوم..وطمأنة الجميع لي بتأكيدهم ان هذه العملية تجري كثيرا بنجاح..لم يفارقني القلق هذه الليلة ولم اتكمن إلا من اصتياد دقائق قليلة غفوت خلالها..وكلما اقترب الصباح ازداد توترى واضطربت دقات قلبي العليل.. واجتاحنى شعور بالندم علي خطوتي المتهورة..ولكن سبق السيف العذل ..فها أنا مدفوعا علي نقالة الي غرفة العمليات.
بدأ المخدر يسري في جسدى ..عدة ثوانى كانت كافية لانزلق تدريجيا الي هوة فقدان الوعي..فكانت تلك الثواني بمثابة برزخ العبور من الحياة الي العدم.. ورغم أنها ثواني معدودة إلا أنها كانت كافية لاسترجاع شريط حياتى السابقة فها أنا أري نفسي أحبو رضيعا ..أتحسس الاشياء حولى لاتعرفها.. انطق كلماتى الأولي فتثير الضحك..اقلد الكبار..استسلم لرغبة امى في شرب كوب الحليب فأحظى بقطعة حلوى واتجنب التوبيخ..احمل حقيبة المدرسةعلي ظهري ..اصحب ابي الي المسجد للصلاة..اركل كرة في مرمي الخصم..اتطلع لابنة الجيران من وراء ستائر غرفتي..اتسلم اول مرتب من وظيفتي..اجلس مبتسما بجوار عروسي بردائها الابيض تحوطنا ألوان الزهور..ابحث في المعاجم عن اسم لابنتي القادمة اداعبها فتضحك..استطيع الآن ان أري عينها بصفاء شديد وألمح ما فيها من حزن وهى تستحلفني ان أعيش من أجلها وتصرخ لازلت احتاجك.
أفقت علي صوت الممرضة تقول:مبروك لقد نجحت العملية..ولكنى نظرت إليها بدون ان اجيب..فقد كنت في حالة من الإعياء وشرود الذهن لا تسمح لي بالتجاوب مع ما هم حولى..وكلما شعرت بالالم صرخت فتقترب مني الممرضة وتضع شيئا في الانابيب المتصلة بجسدى..تكتم صرخاتي واعود لحالة الشرود ثانية.
أحسست بأحد يتفحص بيديه جسدى ويكشف عن جرحي ..ثم يصيح: كل هذا النزيف ولم يشعر أحد.. بسرعة اتصلوا ببنك الدم واطلبوا ثلاثة أو أربعة أكياس دم..ضاعفى سرعة المحاليل..ناوليني بسرعة جهاز الضغط والسماعة..اشعر بالجلبة حولي واسمع ما يدور بوضوح ولكني لا أقوى علي الحراك أو الكلام أريد أن اطمئن الطبيب انني بخير ولا داعي لثورته ولكن لساني اتقل من ان استطيع تحريكه..وفى ظل الارتباك وضع الطبيب يده علي نبضى ثم السماعة علي صدري ..ورفع يدى الي اعلي وتركها لتسقط بجوارى..ثم اعلن بصوت متهدج لقد مات..
حاولت أن أصرخ.. ان احرك أحد اطرافي او حتي اومئ براسى فلم أستطع لقد كنت خائر القوى لدرجة ان تحريك جفوني اصبح مستحيلا..ربما كان هذا هو الموت ..الطبيب علي حق فنحن نجهل الموت فما عاد أحد منه ليخبرنا عنه..وعلي كل الأحوال فلا قبل لى بمقاومة هذا القرار أيا كانت صحته..
أصوات متداخلة حولى..لا حول ولا قوة إلا بالله ..شهادة الوفاة سبب الوفاة..الكفن ..اكرام الميت دفنه..ليس معه أحد من أقاربه.. الدوام لله ثم كان صوت أحدهم.. ربما كان ذلك الطبيب القاسى الذى أصدر قراره بنقلى تعسفا لعالم الأموات- قائلا بوضوح وحزم : انزعوا عن جسده أنابيب المحاليل وخراطيم التغذية وكيس الدم وقسطرة البول..وكأنه يمعن في تأكيد موتى ويريد قطع كل صلة لي بالحياة وأضاف قائلا: ينقل الي الثلاجة ويبلغ أهله علي الفور.
جردت من ملابسي وتم لفي بشئ ما ووضعت علي نقالة دفعها شخصان وانطلقنا ثلاثتنا عبر ممر طويل..كنت أشعر بكل ما حولى وأعيه ولكنى لا استطيع التفاعل والانفعال..احس باهتزازات النقالة تنتقل الي جرحي العاري وتؤلمه..يسرع بي الرجلان احيانا..ويتوقفان احيانا ليلقيا التحية علي من يصادفهما..ثم يستانفا اجترار حديث ممل عن مباراة كرة قدم شاهدها كلاهما بالامس وشاهدتها انا أيضا..يتغني احدهما بأغنية عن جمال الحياة..التي احرم منها الآن..يهمس الآخر بتفاصيل علاقته الحميمة بأمرأته..
في تلك الثلاجة الموحشة اسم رائحة الموت مع كل شهيق يدخل صدرى وهى رائحة لا توصف فهى تميز الموت وتنبئ عنه لمن لا يعرف ..بدأت برودة المكان تتسرب شيئا فشيئا إلي جسدى الملقي علي ارضية رخامية..وبدأت قشعريرة تسري في عضلاتى وتهزها وكأنها توقظني من غفوتي..ازدادت الاهتزازات عنفا وشملت كل الجسد وكأنها تعلن استئناف..او بمعني اصح استمرار الحياة..
أستطيع الآن تحريك رأسى يمينا ويسارا..بامكانى ان احرك اطرافي واتلمس ما حولي..فلم اجد إلا جثثا باردة..لست مثلهم قطعا..فلم يحاول أحد منهم أن يلمسنى او يتعرف على القادم الجديد..لم يصدر أى صوت او حركة من ايهم.
فتحت عيني فوجدت الظلام الدامس يلف المكان إلا أن من بصيص خافت يتسرب أسفل الباب..صرخت فسمعت صدى صرختي..كررتها ولا من مجيب..تحسست جسدى وقارنت بين ملمسه وملمس الجثث حولي فشعرت بالألم حين لمست اناملي جرحي المفتوح فأيقنت اننى لازلت احيا.. واثناء انهماكى في التأكد من علامات الحياة..إذا بى أسمع صوت الباب يفتح ألتفت ناحية الصوت ..واذا بشعاع الشمس يبدد ظلام الثلاجة ويتحدى برودتها واذا برجل يحمل بين يديه لفافة- ربما كانت جثة لطفل صغير- صحت فيه ارجوك اخرجنى من هنا..خذني معك..انني حي فزع الرجل وبادلني الصياح بصراخ ورمي اللفافة من يده فكان ارتطامها بالارضية الصلبة كفيلا بقتل من فيها لوكان يزعم- مثلي- انه لازال حيا. وفر الرجل مهرولا خارج الثلاجة يتبعه صدى صرخاته..واحسن حظي فقد ترك باب الثلاجة مفتوحا..
تحاملت علي نفسى مستجمعا ما تبقي من رمق الحياة..وبدأت الزحف علي أطرافى الأربعة خارج الثلاجة..مدفوعا بألام جرحي التي تتصاعد مع كل خطوة اخطوها..وصلت للباب لفتحه فلم أستطع وسقطت بجواره..وما هي إلا لحظات حتي فتح الباب بعشرات الاشخاص ويتقدمهم ذلك الرجل الذى فتح لي باب الثلاجة..وما ان رآوني حتي تسمرت أقدامهم في اماكنهم وأصبحوا ككتلة صخرية..رددت بصوت عال: الحمد لله.. الحمد لله..فلم يرد أحد فقد كانت هيئتى تدعو إلي الذهول والصدمة..فلقد كنت عاريا تماما كيوم ولدتنى أمي.. واثار العملية الجراحية تشق جسدى وتكاد تكشف عن احشائى..ناهيك عن انني عائد لتوى من ثلاجة الموت..ولم يبدد الصمت هذه الكتلة البشرية إلا صوت أحدهم – ربما كان مديرا أو مسئولا- حين اقترب مني قائلا: فليساعده أحد علي القيام.. ولما لم يستجب أحد لندائه انحني ليرفعني من الارض ..فاقتدى به آخرون وتفتت الصخرة البشرية.. هذا يسندنى لأقف ..وذاك يغطى عورتى بردائه الابيض وآخر يطمئنني اننى بخير..وفي ثوان احضر احدهم نقالة وتم دفعي لأعود مرة أخرى الي نفس سريري السابق..
وسط الذهول ودهشة زملائى المرضى..وارتباك الأطباء وهيئة التمريض تلقيت تهاني بالعودة للحياة..وبدأ الطاقم الطبي في تركيب ما نزع عني من انابيب وتوصيلات..وبدأت محاولات الإنقاذ وترددت عبارات الأمل والرجاء والدعاء من أجلي جنبا الى جنب مع عبارات والتنكيل بالطبيب الذى صادر حياتي ظلما..
ورغم محاولات الأطباء فقد شعرت أن وعيى بدأ يغيب تدريجيا..ليعود ثم يغيب وهكذا..بدأت أشعر بأنني لا اتحكم في التنفس..وبدأت أري اشباحا تطاردني في كل اتجاه.. لقد استهلكت كل ذخيرة الحياة بداخلي.
كانت إدارة المستشفى قد ابلغت زوجتي بوفاتي..فجاءت حاملة صغيرتي ليلقيا نظرة الوداع..وما ان اخبروها انني لازلت علي قيد الحياة وجار انقاذى ..سقطت مغشيا عليها محتضنة ابنتي بجوار سريري..نظرت إليهما في يقظة بعد اغفاء نظرات شاردة..بكت صغيرتي..ولكني لاول مرة لا انفعل لبكائها..ولأول مرة لا اقبلها حين تقبل علي.. ولآخر مرة أراها..فقد جاء كبير الاطباء ليطمئن علي جهود الإنقاذ المذولة..وبعد فحص دقيق اعلن البقاء لله.
A letter from a twice-dead person
A short story by Dr Nihad Halawa
Translated from Arabic by ABDELLATIF RHESRI
Whenever I looked at my desk and saw the pile of medical analysis results،, x-rays and medical prescriptions, I would immediately remember what I had been trying to forget. I had to give in. Yes, I had to give in as soon as possible to the fingers and scalpels of surgeons. They might uproot my pains and put an end to my suffering.
In the morning of that day, I contemplated my pale face in the mirror attached to my wardrobe right in front of my bed, and took the hard decision. No use running away or procrastinating. It was useless to live a life to which nothing tied me except heartbreak. When my little daughter exercised her right to play in her dad’s bosom, my body was too weak to keep up with her naughtiness. What use bearing the whip-like stares of my wife, which were sometimes full of sympathy and other times of despair. I could not help casting looks of apology on her everyday. To put my decision into effect I had to persuade my wife to spend that day at her mother’s home, so that I could go to the hospital alone and without telling anybody from my family.
I summoned what remained of my courage, whose shreds had been scattered away as time went by, and what remained of my health that had deteriorated because of my long struggle with illness. I tasted the procedures of entering the hospital on my own, after the doctors had received me with a storm of rebuke for my repeatedly postponing the surgery, the fact which made them face a dilemma due to the growing chances of undesirable repercussions. In an attempt to mount the pressure on me, the surgeons decided to do the operation the next day.
Despite the sleeping pills I took and everybody’s reassuring me that the operation was frequent and mostly successful, I could not help being worried that night. I was able to sleep for a few minutes only. As the morning was coming closer, I grew more nervous and my ailing heartbeats faster. I was overwhelmed with a feeling of regret about my reckless step. There I was carried on a stretcher to the operation room.
I got gradually anaesthetized. A few seconds were enough for me to lose consciousness. Those seconds were for me like an isthmus from life to inexistence. Although they were only a few seconds, they were enough for me to recall my whole past life. There I saw myself a crawling baby, touching objects around me to identify them, uttering my first first words in a funny way, giving in to my mom’s wish that I should drink a cup of milk; thus I would earn a candy and avoid scolding. There I was carrying my school bag on my back, and following my father to the mosque for prayer. There I was kicking the ball into the net of the adversary. I saw myself craning to obtain a glance at the neighbours’ daughter from behind my room curtains. I got my first salary. I sat smiling beside my bride in her white dress surrounded by multicolored flowers. I looked up in the dictionaries a name for my coming daughter. I caressed her and she laughed. I could now see her eyes extremely clearly and notice the sorrow in them, while she was begging me to live for her, screaming; “I still need you”.
I woke up at the voice of the nurse saying; “Congratulations! The operation has been a success”. But, I looked at her without responding. I was in a terrible state of exhaustion and absent-mindedness that did not allow me to interact with anybody around me. The more I felt the pain, the more I screamed. The nurse would then come closer to me and put something in the tubes attached to my body. My screams subsided and I got back to the state of absent-mindedness again
I felt someone was examining my body with his hands and exposing my wound. Then, he cried out; ” All this bleeding, and nobody took notice”. Contact the bank of blood quickly and demand three ot four bags of blood. Double the syrup speed. Hand me immediately the blood pressure device and the stethoscope. I felt the hubbub around me and heard what was going on quite clearly, but I could not budge or speak. I wanted to reassure the doctor that I was alright, and he needed not be so angry, but my tongue was too heavy for utter a single word. Amid the the perturbation, the doctor put his hand on my pulse and the stethoscope on my chest. He raised my hand a bit high and let it fall on my side. Then, he declared in a harsh voice; “He’s dead”.
I tried to scream; to move one of my limbs, or even nod with my head, but I could not. I was so powerless that it was impossible for me to move my eyelids. Maybe, it was death, indeed. The doctor was right. For, we are ignorant about death. Nobody has ever come back from death to tell us about it. Anyhow, I was utterly unable to resist that decision, no matter how right or wrong it was.
Intermixed sounds around me. Only God has power. The death warrant. The cause of death. A dead person must be buried. None of his relatives are here. Only God is eternal. Then, I heard a voice. Maybe, it was that cruel doctor who had issued his decision that I should be forcibly taken to the world of the dead, saying clearly and firmly; “pull off from his body the syrup tubes, the alimentation hoses, the blood bag and the urinary catheter. He looked like he had been insisting to ascertain my death, and cut off all the links I had with life. He added; “take him to the mortuary refrigerator, and inform his family at once”.
My clothes were taken off from me, and I was shrouded with something and placed on a stretcher pushed by two individuals. The three of us set off through a long lane. I felt everything around me and was aware of it, but I could not interact or get excited. I felt the shaking of the stretcher hitting my naked wound and hurting it. The two men pushed me in a hurry, sometimes stopping to greet whoever they met with. Then, they resumed an endless, boring talk about a football match that they had both watched the previous day and I had watched it, too. One of them sang a song about the beauty of life which I was deprived of, and the other whispered something about his intimate relationship with his wife.
In that bleak refrigerator, the smell of death came with every breath I inhaled in my chest. It was an undescribable smell. It distinguished death and foretold it for those who ignored it. The coldness of the place started to creep little by little into my body thrown on a marble ground. A chill began to spread and shake my muscles as if to awaken me. The shaking grew more violent and encompassed the whole body as if to announce the resumption of life in me.
I could now move my head right and left. I could also move my limbs and touch whatever around me. I only found cold dead bodies. I was not like them, of course. None of them tried to recognize the new comer. There was no movement or sound in their part. I opened my eyes and found the place totally dark, but there was a glimmer of light appearing below the door. I screamed and heard the echo of my scream. I did it again, but no response. I touched my body and compared the way it felt with the way the other bodies felt. It hurt badly when my finger tips touched my open wound. I was sure, then, that I was still alive. While I was ascertaining the signs of life in me, I heard the sound of the door being opened. I turned back to look at it. The sun rays lightened the refrigerator and defied its coldness. A man was carrying a roll in his hands; maybe it was the dead body of a little child. I cried out; “Please, take me out of here. Take me with you. I’m alive”. The man got terrified and screamed like I did. He threw the roll from his hand and it bumped on the solid ground so hard that whoever in it would be killed instantly if the man claimed like me that he or she was still alive. The man ran away out of the refrigerator followed by the echo of his screams. To my good luck, he left the refrigerator door open.
I held myself together, summoning what was left of my instincts of survival, and began to crawl on my four limbs out of the refrigerator, pushed forward with my wound pains which intensified with every step I took. I reached the door to open it, but I could not. I fell beside it instead. Just a few moments later, the door was opened by tens of individuals, preceded by the man who had opened the refrigerator door for me. No sooner had they seen me than their feet got stuck to the ground and they became like a rocky mass. I repeated loudly; “Thank God. Thank God”. Nobody answered me, for my state caused general consternation and shock. I was totally naked, like the day I had been born. My body looked so cleft with the operation traces that my bowels nearly came out of my belly. Besides, I had just got out of the mortuary refrigerator. None of that ‘rocky mass’ broke the silence except the voice of one of them -maybe a director or official- when he came closer to me and said; “Let someone help him get up”. As nobody responded, he bowed down to lift me up from the ground. Other individuals followed him. Hence, the rocky mass crumbled. That one propped me to stand up, and that one covered my genitals with his white suit, while another one assured me that I was fine. A few seconds later, one of them brought the stretcher, and I was pushed back to my former bed.
Amid the consternation and astonishment of my fellow patients and the embarrassment of the doctors and the nursing staff, I received congratulations for returning to life.
The medical staff started to reinstall the tubes and attachments that had been pulled from me. There began the rescue attempts, and the expressions of hope and good wish were reiterated followed by praying for my safety, along with the disparagement of the doctor who had unjustly confiscated my life.
Despite the doctors’ attempts, I felt I was gradually falling unconscious. I regained consciousness and lost it many times. I started to feel I was unable to hold my breath. I also began to see ghosts chasing me in every direction. All the reserves of life inside me were being exhausted.
The hospital administration had informed my wife with my death, so she came carrying my little daughter to cast the farewell look on me. No sooner had they told her I was still alive than she fell unconscious holding my daughter beside my bed. In a moment of wakefulness after a nap, I looked at them absentmindedly. My daughter wept, but it was the first time that I did not react to her weeping. It was the first time that I did not kiss her when she came over to me. And it was the last time I saw her. For, the chief of doctors arrived to check on me after all those rescue efforts that had been made. Following a close examination, he announced that I had died.
التعليقات مغلقة.