” ترعة الهجين ” شعر/ مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
أتيتُ إلى أرضِ الهجينِ غُديَّةً…..وقد سرتُ في غيرِ الطريقِ المُذلَّلِ
طريقِ نميرِ الماءِ يملؤهُ الندى…..ويخلو من الآنامِ للحقلِ مُوْصِلِ
بجنبيهِ صُفصافٌ يَمُدُّ ظلالَهُ……فيمنعُ حرَّ الشمسِ عندَ التنقُّلِ
ووقعُ جِمامِ الماءِ أزرقَ صافياً….. تقرُّ بهِ نفسُ المشوقِ المُكَبَّلِ
فإنْ قلَّ ماءُ النيلِ لاحتْ بقعرِهِ…….من الحوتِ أنواعٌ تطيبُ لآكِلِ
وأمسى بهذا الحينِ بغيةَ طالبٍ…..ولوعٍ وصيَّادٍ حريصٍ لمأكلِ
فيالكِ من أرضٍ جميلٍ هواؤها…… ولاسيما قبل المساءِ المُؤمَّلِ
تليدةُ أقوامٍ يحنُّ لمثلِها…..فؤادٌ غدا بالشوقِ جدَّ مُقَتَّلِ
فياسامحَ اللهُ الزمانَ وقد مضى……بعهدٍ طروبِ بالجمالِ مُكَلَّلِ
وجيرتُها أهلُ السماحِ وبسمةٍ……. تزولُ بها كلُّ الهمومِ وتنجلي
أُناسٌ يقولُ الشرُّ لستُ لكم ولا…… جُبِلتم على غيرِ الأثيرِ المُفضَّلِ
ألا أبلغِ الأحبابَ عني بشائراً…… بسهلٍ فسيحٍ أو قفافٍ عقنقلِ
بأنَّ مكانَ الحسنِ والخصبِ هاهنا…..ولاسيما فوقَ النميرِ المُطَوَّلِ
فضاءٌ وما للخلقِ فيهِ تردُّدٌ….. فتسكُنُ فيهِ النفسُ للأُفْقِ تعتلي
فأنى ترى في الحُسنِ مِثلاً لهذِهِ…..ولو طُفتَ فيها من جنوبٍ لشمألِ
حمى اللهُ ذي الأوطانَ من كلِّ محنةٍ……ورأساً لها ميمونَ ليسَ بمؤتلِ
حماهُ إلهُ الناسِ بدرُ محلَّتي……..وتاجٌ على رأسِ العروبةِ مُعتلِ
لهُ سحنةٌ سمحاءُ يبرُقُ نورُها…..بذكرِ إلهِ الناسِ في كلِّ منزلِ
يقودُ بنى مصرَ الكرامَ إلى العُلا…..وينتخبُ الدربَ الذلولَ فينزِلِ
مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
التعليقات مغلقة.