تشرتشل الخاسر بقلم د.أحمد دبيان
تشرتشل الخاسر بقلم د.أحمد دبيان
للتاريخ حكايا وروايات يعتبر بها من يمتلك فضيلة التفكر والتدبر.
نستعرض هنا جانبا مجهولا من حياة ونستون تشرتشل الزعيم البريطانى الاستعمارى الوطنى المعروف .
جانب من حياة ونستون تشرتشل :
كان تشرتشل فى الحرب العالمية الاولى ادميرالا للبحرية البريطانية (قائدها ) واثناء توليه هذا المنصب انجز إنجازين فارقين اسهما فى مسار تلك الحرب ،
الاول كان إنجازا رائعا كان خطوة نحو الانتصار والثانى كان كارثيا تسبب فى مقتل اكثر من مائة وستين الف جندى بريطانى وأسترالي.
فى الحرب الاولى والشهيرة بحرب الخنادق ، كانت القوات المتحاربة تتحول من حروب الخيالة والفرسان ، لحرب تقنية معقدة ، استخدمت فيها كافة الأسلحة المسموحة والمحرمة ،
من استخدام مدافع رشاشة لاستخدام غازات ،البروماين الكلورين و الخردل .
كان الآلاف يموتون ليكتسبوا عدة أمتار ، ليعودوا يموتون ويخسرونها بعد ايام خصوصاً فى معركة السوم .
تفتق ذهن جنرال بريطانى اسمه سوينتون ،على تحويل تقنيات جرارات زراعية مجنزرة ، تستطيع الخوض فى الطين والطمى للحرث ، لاستخدامها فى الاقتحام فى حرب الخنادق فيما اصطلح عليه لاحقاً بال
Tank
او الدبابة ،
دعم تشرتشل للدبابة كسلاح لبريطانيا :
لم تلق الفكرة القبول لدى كافة القيادات الانجليزية ولكن الوحيد الذى دعمها كان تشرتشل كسلاح بريطانيا السرى لاقتحام الخنادق واقتحام خط هايندنبرج
و بعد تجارب فاشلة كثيرة فى النماذج الاولى والثانية ولم يخرج جهابذة بريطانيا ليسخروا من المشروع او ليصوروه من باب الدعاية الإعلامية ليفرغوه من مضمونه ، بعد فشل النماذج الاولى ، نجح سلاح بريطانيا السرى والذى تبناه تشرتشل وقتها فى صنع الانتصار.
خطأ تشرتشل الكارثي:
كان الخطأ الكارثى الذى اقترفه تشرتشل فى ذات الحرب هو فكرة عبقرية مجنونة ، تقتضى بعبور الأسطول البريطاني الدردنيل ، للعبور نحو روسيا واحتلال تركيا ، لتخفيف الضغط على روسيا وفتح الجبهة الشرقية بين روسيا وألمانيا للتعجيل بنهاية الحرب .
كانت النتائج كارثية وتمكنت القوات الكمالية ( كمال الدين اتاتورك ) من صد الهجوم عند جاليبولى ، وتكبدت قوات الحلفاء خسائر فادحة بعد فشل الهجوم .
درس تاريخي – تشرتشل لم ينعت بالخاسر :
لم يخرج مراهقو التاريخ وصعاليكه ليسخروا وقتها من فشل النماذج الأولية للدبابة،
ولا لينعتوا تشرتشل بعبد الخاسر .
تنحى تشرتشل بعد هذا الفشل وعاد جنديا يحارب كأى مقاتل فى الجيش البريطانى ، رغم هذا فبالفعل وبالواقع وبالوعى التاريخي لم يجد الشعب البريطاني أمامه غير وينستون تشرتشل حفيد الدوق مارلبورو ليقودهم نحو مجابهة النازى حين اشتعلت أتون الحرب العالمية الثانية ورغم هزائم على كافة الجبهات فى بدايات الحرب للقوات البريطانية تحت قيادة تشرتشل السياسية نجح بالصمود ورفض السلام الموجه الذى كان يسعى اليه أودلف هتلر فى صنع الانتصار .
التعليقات مغلقة.