تصحيح التاريخ فتحي محمد علي
تصحيح التاريخ فتحي محمد علي
سؤال:هل وأدسيدنا”عمر بن الخطاب”ابنته في الجاهلية ؟
الجواب:لا.
لقد شاع على ألسنة الكثيرين من الخطباء والوعَّاظ أنّ سيدنا”عمر بن الخطاب”رضي الله عنهكان قد وأد ابنته في الجاهلية ، ولطالما سمعنا هذه القصة على المنابر وفي المحاضرات والمواعظ .
وخلاصة القصة المنتشرة بين الناس :
“أنهرضي الله عنهكان جالساً مع بعض أصحابه؛إذ ضحك قليلا ً،ثم بكى،فسأله مَن حضر؛فقال:كنا في الجاهلية نصنع صنماً من العجوة؛فنعبده ،ثم نأكله ، وهذا سبب ضحكي،أما بكائي؛فلأنه كانت لي ابنة ، فأردت وأدها ، فأخذتها معي ، وحفرت لها حفرة؛فصارت تنفض عن لحيتي،فدفنتها حية “.
والعجيب أنّك تجد المرء من العوام لا يفقه من الإسلام شيئا ولا يحفظ من شرائعه أمرًا إلاقصة وأد عمر لابنته.
والحقيقة المذهلة التي يتحمّل مسؤوليتها الخطباء والوعاظ أنّ هذه القصة باطلة وموضوعة وملفقة على أمير المؤمنين”عمر بن الخطاب”رضي الله عنه
والعجيب أنّه لا ذكر لها في كتب السنة والحديث أو كتب الآثار والتاريخ ولا يعرف من مصادرها إلا ما يذكره “الرافضة”الحاقدون من غير دليل ولا حجة .
والأصل أنه لا يُثْبَت مثل ذلك إلاّ بإسناد ثابت،وليس لدينا إسناد ثابت بأن سيدنا”عمر”رضي الله عنه فعل ذلك فعلاً .
وممّا يؤكد زيفها ووضعها :
١- أنّه من المعلوم أن أول امرأة تزوجهاسيدنا”عمر”- رضي الله عنه – هي”زينب بنت مظعون”أخت”عثمان”؛ فولدت له”حفصة”و”عبد الله” و”عبد الرحمن الأكبر”
كما جاء في”البداية والنهاية” ل”ابن كثير”.
قال الواقدي وابن الكلبي وغيرهما تزوج عمر في الجاهلية”زينب بنت مظعون” أخت”عثمان بن مظعون”؛ فولدت له”عبد الله”و”عبد الرحمن الأكبر”و”حفصة”رضي الله عنهم.
وكان ميلاد”حفصة”قبل البعثة بخمس سنينكما جاء في”المستدرك”وغيره.
عن عمر رضي الله عنه قال : “ولدت حفصة وقريش تبني البيت قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بخمس سنين”؛ولهذا فهي أكبر بنات سيدنا” عمر”.
فلماذا لم يقم سيدنا”عمر بن الخطاب”رضي الله عنهبوأد ابنته”حفصة”رضي الله عنها؛وهي ابنته الكبري؛والتي كني بها أبا حفص؟! ولماذا يئد من هي أصغر منها ؟! ولماذا انقطعت أخبار من وئدت فلم يذكرها أحد من أقاربها ولم نجد لها ذكرا في أبنائه؟! فقد سموا لنا جميعا وسمي لنا من تزوجهن سيدنا”عمر”في الجاهلية والإسلام ، ولم نقف فيما اطلعنا عليه من المراجع على شيء يوثق به في هذا الأمر . انظر ترجمة أم المؤمنين”حفصة”رضي الله عنهافي “الإصابة” للحافظ”ابن حجر” ٧/ ٥٨٢ ٢- لم يعرف في”بني عدي”الذين ينتسب إليهم الفاروقوأد البنات بدليل أن أخته فاطمة بقيت حية حتى تزوجتسيدنا”سعيد بن زيد” ابن عم سيدنا”عمر بن الخطاب”. ٣- بعد بحث في كتب الأحاديث والتخريج لم اجد له اثرا إلا في كتب الرافضة وعدم ورودها في كتب السنة والحديث أو كتب الآثار والتاريخ دليل قاطع على بطلانها . وأخيراً فإن مسألة الطعن في الصحابة عن طريق القصص التي ظاهرها ” البراءة ” كثيرة جدًا؛لذا ينبغي على المرء أن يتثبت وأن يعرف من أين يأخذ العلم وهذه القصة من اختلاق”الروافض”والمتهم باختلاقها هو الرافضي الخبيث”نعمة الله الجزائري”صاحب”الأنوار النعمانية”، وللتغطية يستعمل مصطلح “روي عنه”.
د.”صالح العصيمي”جامعة الإمام”محمد بن سعود” الإسلامية /قسم العقيدة.
التعليقات مغلقة.