تعويذة النجباء …
بقلم وفاء جلال
حرفٌ علا في لجةِ الأنواء
وقصيدُه شطٌ لذي العلياءِ
بمرافئ اليَمِّ المعبَّق بالنقا
وترَنَحت أنغامُه ببهاءِ
وجدَ الخليلُ السحرَ في أرجائها
مُذ أن شدا تعويذةَ النجباء
فبَدَت كأسرابِ الحمامِ حروفُها
وتبخترت بسفينةِ الأدباء
ذقتُ البحورَ وما وجدتُ ملوحةً
فبكلِ عذبٍ في القصيدِ سقائي
يا سعدَ من جعلَ الحروفَ مِظلةً
تحميهِ شرَ الغيمِ والرمضاء
هي مِنبرُ الشعراءِ دون منازعٍ
تبيانها تغريدةُ الفصحاءِ
فخذ الدواةَ وللبلاغةِ فاحترز
فبحبرها خطَّ القصيدُ إبائي
وبريشها نُسجت عباءةُ شاعرٍ
لا يرتضى من دونها برداءِ
فهي احتضارٌ واحتراقُ مشاعرٍ
ودموعُ عينّ ذرَّفت بدماء
تبدي مواجعَ خبأت أناتها
ليثورَ نبعٌ ما ارتضى بخفاءِ
بعض انحدارٍ من سيولٍ للنوى
أو قد تكون الماءَ بالصحراء
وهي الخصوبةُ في سطورٍ أنبتت
أملا وسعدا من رضابِ سخاء
قاموسُها ملأَ الحياةَ بلاغةً
شَدت العنادلُ حرفهُ بذكاء
يا أمَ حرفي قد أتيتُك مضغةً
كيف الأمومةُ ترتضي بعنائي
وأنا وليدُك زمِّلي حرفي فكم
يجتاحُ هذا القلبَ بردُ شتائي
ضمِّي الفؤاد فشمسُ كونُك غايتي
وبها أضاءت للوجودِ سمائي
مدي يديك لتحضني قلبي الذي
مذ غربتين يتُوق حضنَ لقاء
التعليقات مغلقة.