تفاصيل باهتة خاطرة بقلم سرحان الركابي العراق
.
. ها أنت تعودين كحلم باهت يطاردني , مثل ظل يتوارى خلف أشرعة الذكريات المركونة في زاوية ما , وزمن ما , مثل طيف يولد من رحم الماضي , ليدغدغ خيالي الذي أرهقته الذكريات المطوية بين ملفات الزمن الغابر , فبين الحين والحين أسمع صوتك النائي ينساب بهدوء , ويعبد طريقه من بين كل الأصوات المزدحمة والمتداخلة , التي باتت تحاصرني , وتملأ رأسي من جديد , ببقايا كلمات عشق مجنون , طالما رددتها شفتاك ولاكها لسانك ببهجة ووله لم تالفه كل النساء العاشقات .
. ها هي ذي تفاصيل وجهك الحزين , ونظرة عينيك الذابلتين تتمدد في كل الأمكنة , وتزحف على كل الوجوه كخارطة ملونة , تشير الى الاماكن والتفاصيل والمدن والشوارع , التي طافتها أقدامنا العارية من كل ما يستر عريها , عدا بقايا عشق مقتول على مذبح الاقدار والرغبات المطوية .
. كل الذكريات الميتة تستيقظ , وتعود تفاصيلها كشريط سينمائي قديم , حتى لمساتك المنسابة أشعر بها , حينما تمتد يدك الناعمة لتمسد جروح وبقايا نتوءات في كفن جسدي المدفون في مقبرة النسيان ,
أتحسس يديك , وأشعر بأناملك الدقيقة , وهي تجوب بين خصلات شعري المتناثرة , أو تغوص في شروخ الكفن الذي أتشرنق به منذ مئات والاف السنين , حينذاك أشعر بشروخ كفني وهي تتبرعم , وتنبت من مساماتها حياة جديدة لجسد هامد , وروح متكلسة ترقد تحت ركام الانكسارات
.
التعليقات مغلقة.