موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

تفشي ظاهرة تعليق الزوجة في مجتمعنا… بقلم د.صبحي زُردق

83

تفشي ظاهرة تعليق الزوجة في مجتمعنا…

بقلم د.صبحي زُردق.

ولدتُ بقرية كوم زمران مسقط رأسي بمحافظة البُحيرة ، و درست بمدرسة الدلنجات الثانوية بنين ، و منذ السنة الأولى بكلية طب اسكندرية عشقت تخصص المخ و الأعصاب و الطب النفسي و تمنيته لي تخصصاً ، تخرجتُ بتقدير عام “جيد جداً مع مرتبة الشرف” ، مكني مجموعي من دخول التخصص الذي أحببته و الحمد لله تحققت الأمنية .

لاحظت في مجتمعي و أنا بعيادتي حالات نفسية معقدة تأتي بسبب تفشي ظاهرة “تعليق الزوجة ” حيث يبدأ الزوج في النفور من زوجته لأسباب ما ، فتشتعل موجات من الغضب و الخلاف بينهما ، يفعل الزوج ذلك عن عَمد كي تضطر الزوجة إلى طلب الطلاق أو كي تقييم دعوة قضائية بالخُلع فتسقط كل حقوقها عن كاهله ، هنا تكمن الفكرة الأساسية لدى الزوج .
و نتيجة الضرب و الإهانة المستمرين الممنهجين من الزوج و أحياناً من أهله تضطر الزوجة إلى ترك منزل الزوجية و العودة إلى بيت أبيها طامعةً في أن يصلح الناس بينهما يوماً ما ، فأغلبهن يردن استكمال المسيرة الزوجية و لا يردن الطلاق و لا الخُلع ، من أجل الأولاد أو أملاً في إستقرار الأسرة يوماً ما ، لكن هيهات هيهات .
يظل الزوج في ترك و إهمال الزوجة في منزل أبيها إهمالاً متعمداً دون أن يسأل عنها و لو بكلمة واحدة قاصداً إذلالها ، و دون أن ينفق عليها مليماً واحداً قاصداً تحقيرها ، و دون أن يُرسل من يصلح بينهما قاصداً إشعارها بأنه ليس في حاجة إليها علها تمل فتطلب الطلاق أو تسعى في الخلع و بالتالي عدم تحمل أي حقوق لها أو نفقات.
ليُصبح حال الزوجة حينئذٍ كالمعلقة ، لا تعرف لها مصير ، لا هى عوملت كزوجة لها حقوق شرعية من طعام و شراب و كسوة و حق فراش و حق مأوى، و لا هى مطلقة تستطيع أن تتأهب للزواج من آخر يمنحها تلك الحقوق .. و هو وضع مأسوي و ربما يكون كارثي بالنسبة للمرأة .. و هو الوضع الذي أسماه العِلم المعاصر ” متلازمة الزوجة المهجورة ” abandonment wife syndrome حيث تعانى الزوجة من حالة من الضيق النفسي و الشعور بالفراغ و الوحدة القاتلة و حالة من الحاجة و التذلل للآخرين و حالة من الإحباط الجنسي و الحرمان العاطفي ، و غالباً ما يكون من وراء ذلك الهجران إمرأة أخرى قد تعلق قلب الزوج بها ، و هو الحال الذي تتمنى فيه الزوجة لزوجها الموت و حضور جنازته على أن يحدث منه ذلك ..
و تعليق الزوجة هو حال نهى القرآن الكريم الرجال عنه نهياً واضحاً لما فيه من ظُلم بَيْن في قوله تعالى (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ۖ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ ۚ)النساء ١٢٩ ..

ووضع الزوج الذي” علَّقَ زوجته” – حيث لا هو رحمها بالطلاق لتتزوج من غيره و لا هو أعطاها حقوقها كزوجة – يُذكرني بإمرأة بني اسرائيل التى دخلت النار و ذُكرت في الحديث الشريف (عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ” دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا، فَلَمْ تُطْعِمْهَا وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ ” ) البخاري ..

فلَيت الرجال يعلمون ذلك ، و ليتهم يكفون عن ذلك الظُلم الجائر للزوجة ، فإما المعاشرة بالمعروف و إما تسريح بإحسان، فهذا هو ديننا و هذا هو العدل و هو الأفضل للجميع .. فالمرأة هى إحدى الضعيفين اللذين أوصانا النبي صلوات الله عليه بهما في الحديث (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ : الْيَتِيمِ وَالْمَرْأَةِ “) سنن بن ماجه .

و أذكِر هنا من يقوم بتعليق زوجته من أجل تلك الأغراض الدنيوية الدنيئة بقوله تعالى (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ )البقرة ٢٨١ ..و أخيراً اللهم أرنا الحق حقاً و ارزقنا اتباعه و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه . . بحبك يا بلدي.

التعليقات مغلقة.