موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

تقرير طبي … محمود حمدون

372

” تقرير طبّي “

محمود حمدون

====

رماني الطبيب بنظرة نارية , ثم ألقى بعبارة من بين أسنانه: للسن أحكام ينبغي أن نراعيها , يبدو أنك هجرت الرياضة منذ أمد بعيد , كان يحدّثني ورأسه غارقة في أوراق التحاليل الطبية العديدة , مؤشرات ومتوسطات ورموز طبيّة فهمت بعضها وأعيتني قريحتي في قراءة الباقي منها ,فتركتها على أمل أن يهدّئ من روعي , فلما التقيته , حسم رأيه بغلظة : ينبغي أن تسير ولفترة طويلة يوميًا , لا تلك المشية التي يفعلها القوم التي يغلب عليها الدعة , بل هرولة كأنك تجري وراء لقمة عيشك , أو كأنك تفرُّ من هائم يترصّدك ..

لطالما كرهت الأطباء وعياداتهم , تلك اللغة التي يتحدثون بها كأن الحياة والموت يتلاعبون بهما بين أصابعها , لطالما مقتُّ أن أكون لقمة طريّة بين يدي خبّاز بينه وبين الجحيم قيد أنملة ..

استمعت للطبيب الذي يقاربني عُمري , وقد ابيّض شعر رأسه وأحنى هامته قليلًا ليوعزّ إليّ أنه يعلم ما لا أعلم .

أجبته وأنا أتفحّص وجهه أبحث عن ذلك الرجل الذي قابلته منذ عشرين عامًا وتزيد , فلم أر سوى وجهًا صلدًا ونظرة حجرية ترسل شواظًا , لم ينتظر ردًا منّي على عرضه بضرورة ممارسة الرياضة , إذ وقف مدُّ إليّ بتقاريري الطبية , قائلًا بلهجة لا تحمل إلاّ ودًّا مصطنعًا : ألف لا بأس عليك , ثم انكفأ على بعض شأنه ..

اعتدت بعد تلك الزيارة أن أخرج قبيل السادسة مساءً , أقطع شوارع المدينة الغارقة في الصمت , المتاجر مغلقة , خيّمت سحب الخوف على المدينة , فتوارى الجميع ببيوتهم , تخلّى الحكماء عن شجاعتهم , بات كل فرد يلوذ بنفسه , يرمون من يسير وحده بالجنون , سمعت امرأة من شرفة بينها تدعو على الوباء علانية , بينما أقسم شيخ يهرول جواري من الجهة الأخرى من شارع ” الصاغة الرئيس : تالله لو كان الوباء رجلًا لقتلته , غير أنيّ لا أراه ولا أدري أين هو , ثم ارتفع صوته في غلظة بعثت في الأزقة الميّتة على الجانبين جذوة حياة توهّجت لحظات قليلة : من يعرف مكانه أو رآه من قبل فليدلّني عليه .!وقد بدت بعينيه شجاعة لم أرها في عيون القوم منذ سنوات بعيدة .

كنت أسير يشغلني ما بداخلي عمّا يحيطُ بيّ , ألملم شتات نفسي عيون تتلصص على المارة على قلّتهم , مآقي تحمل سؤالًا وحيدًا أدركته : ماذا تفعل ؟ ألا تخشى الوباء ؟!

كنت على وشك أن أجيبهم , وأقول لهم : بل أهرب من قدر إلى آخر , لكنّي كنت وقتها أعمل بوصية الطبيب و أهرول حتى قطعت شوطًا كبيرًا , غمرني عرق كثير وصوت الشيخ الشجاع يطنُ في أذني ,ويتردد صداه بين أبواب المتاجر المغلقة ونحيب نسوة يأتي من بعيد .

التعليقات مغلقة.