تكميم الأفواه مقال بقلم الأستاذ : محمد كسبه
ماذا يريد الكيان الصهيوني ؟
القضية الفلسطينية قضية عرضية و حتما ستنتهي ، فلابد أن تعود الأرض للشعب الفلسطيني مهما طال الزمن ، و مهما غلا الثمن .
القضية الفلسطينية ليست قضية حدود تفصل بين دولتين ، لكنها قضية وجود دولة عربية جار عليها الزمن و استباح ترابها الصهاينة ، الأرض الفلسطينية كلها عربية ، عربية اللغة ، عربية التاريخ ، عربية النشأة و التكوين فهي دولة التاريخ ينصفها إذا توحد العرب و يظلمها التاريخ و يضرب شعبها بالحديد و النار إذا انفرط عقد العرب ، و إذا تجاهلتها الحكومات العربية .
فلسطين أغلى بقعة في الأرض العربية فهي واسطة العقد من يسيطر عليها و يحكم السيطرة من السهل عليه أن يتحكم في مصير باقي العرب .
فلسطين ليست أرض و لا تاريخ و لا مقدسات دينية فقط ، فلسطين روح تسري في دماء كل عربي غيور على أبناء جلدته و مقدساته الدينية مسلما كان أو مسيحيا .
حين تتعالى الصيحات و النداءات و يشتد زئير الفلسطينين و العرب ، ينتشر الرعب في قلوب الصهاينة ، و يستخدمون سلاح الفزاعة من خلال القنص و القتل و الاغتيال ، ليس العشوائي فاليهود لا يعرفون الفوضى ، فكل شيء لديهم مخطط و مدروس و له آليات تنفيذ من خلال الخونة و الجواسيس و عبيد المال ، يستطيعون نشر الفوضى و الذعر في نفوس العرب ، لكن هيهات فالعرب أعني شعوب العرب و ليس الحكومات لا تعنيهم الحياة ولا تبهرهم زخارفها ، صحيح أن النفوس العربية تتوحد في مشاعر الحزن و الأسى و تشعر بالخزي و العار مما يحدث في فلسطين ، لكننا مع ذلك نعرف أن لدينا من القوة و الجرأة و السلاح و العدد ما يفوق توقعات قادة و أجهزة مخابرات اسرائيل .
سياسة تكميم الأفواه ليست جديدة ، فكثيرا ما اغتالت اسرائيل رموز و أعلام من العرب ممن ينددون و يفضحون جرائم اليهود القتلة ، و اليوم بدم بارد برصاصة موجهة قتلت إعلامية جريئة ، ندعو الله أن يتقبل فقيدة الصحافة و الإعلام الشهيدة الصحفية شيرين أبو عاقلة التي روت دمائها المسيحية الطاهرة أرض القدس العريقة أثناء تغطيتها لأحداث اقتحام مخيم جنين ، على الرغم من أنها تحوز الجنسية الأمريكية إلا أنها لم تحيد عن الحق العربي في استرداد فلسطين.
التعليقات مغلقة.