تكيُّف الإنسان مع الطبيعة … بقلم/محمد عبد المرضي منصور
عندما نتفكًَّر في جسد الإنسان بدءً مِن القدمان حتى شعر الرأس نجِد أن الإنسان يتحرك بهذا الجَسَد القوي المَرِن ويعبر به الأراضي المختلفة ويتسلق به الهضاب والجبال وكذا يطفو فوق سطح الماء ويغوص به أيضا تحت ذلك السطح.
صُمم جسد الإنسان تصميما متقنا عجيبا، فتستطيع الرئة حمل جسد صاحبها كاملا فتطفو به على سطح الماء مادام حيّا، ولقد أثبت العلماء قدرة المولود على الطفو فوق سطح الماء أثناء عامه الأول لأنه لا يدرك خطورة الأمر؛ فلا يشعر بالخوف، كما علمنا أن الإنسان يستطيع الطفو على سطح الماء ساعاتٍ دون جهد مستلقيا على ظهره.
كما يستطيع الإنسان الغوص تحت سطح الماء حتى ينتهي مخزون الأكسجين الموجود في الجسد والرئتين.
لقد خُلقت الرئتين مُناسبة لهذا المخلوق العجيب سواءً فوق سطح الأرض أو على سطح الماء أو أسفل هذا السطح أو فوق الجبال.
يتكيف الإنسان تدريجيا مع زيادة الضغط الواقع عليه أثناء الغوص تحت الماء، ويتكيف تدريجيا أيضا أثناء الصعود إلى قمم الجبال.
الإنسان الطبيعي السوي هو الذي يلتزم بتعليمات وأوامر خالقه حتى تظل قُدُراته كما خُلِقَ بها، وتظل كفاءة جسده عالية في هذه الدنيا مثل التزامه بتعليمات الشركة المُصَنِّعة لسيَّارةٍ ما؛ للحفاظ على قدرة وكفاءة السيَّارة.
فإذا جَعَل الإنسان ثلث بطنه للطعام، والثلث الثاني للماء وثلثها الأخِير للهواء كقاعدة؛ سنجِد تناغُما ديناميكيا بين جسد الإنسان والبيئة المحيطة، وحينئذٍ يستطيع الجسد تلبية كل متطلبات صاحبه بسهولة ويُسر، بل سيستطيع الإنسان التحرك فوق فروع الأشجار مثل القرود.
هذا الإنسان العجيب المعجزة تتجلى لنا تفاصيله الجسدية والنفسية والقٌدرات الموضوعة فيه باستمرار.
التعليقات مغلقة.