تـــــمرد
بقلم / محمد أحمد محمود
على غير العادة كانت كل الحروف عصيٌة على السطور.
كلما كتبتُ كلمة تملّملت حروفها وغيّرت مواقعها فتٌصبح كلمة أخرى غير التي قصدتُ كتابتها. كأني أرى حالة من التمرد أصابت كل حروف الكلمات.
أمسكتُ بمجموعة من حروف الكلمات ورحتُ أسألها عن السبب، قالت: إرفع قلمك يا هذا عن سطور الورقة فما عادت لأقلامكم سيطرة علينا.
لماذا ؟
قُلتها غير مصَدق لِما يحدث.
قال حرف النون: للكلمة ثمن ياهذا يجب أن تدفعه إن أردت أن تستمتع بها حين تكتبها أو تنطق بها.
لم أعد مصدقاً لما يحدث، لكني عاندتُ حروفي وأمسكت بقلمي ورُحت أُمرّره على السطور، فلا أرى إلا شخبطات تؤكد صدق ماقاله هذا الحرف.
فجأة، وجدتُ زوجتي تقف أمامي دون أن تنطق بحرف، نظرنا لبعضنا البعض وكأننا فقدنا القدرة على النطق.
راحت نظرتُها تسترحمني في تفسير مايحدث، لكنني كنت غير قادر على شرح أي شئ.
في ثواني معدودة نزل سكان العمارة ثم سكان الحي في شوارع إمتلأت عن أخرها بأُناس فقدوا النطق، وصمتهم ماعاد قادراً على التعبير.
كنا ننظر لبعضنا البعض في حيرة جعلتنا نبدو كالمجانين الذين فقدوا المنطق فيما يفعلون، بينما كان أطفال الحي يلعبون ويقولون ما يفعلون.
التعليقات مغلقة.