تمساح ” مسرحية في فصل واحد “… عبدالصاحب ابراهيم إأميري
النص الكامل لمسرحية. تمساح ” مسرحية في فصل واحد “…
عبدالصاحب ابراهيم إأميري
شخوص المسرحية
الزوج،،،، (شكيب،) رجل في الخمسين ، متقاعد
الزوجة،،،، لاما في الخمسين
الجار،،،، متيم، في الثلاثين
الاسكافي،،، شعيب
القرد،،،،،
المنظر
بيت طيني قريب نسبيا من شاطيء البحر، أصوات أمواج البحر المتلاطمة تسمع من بعيد
يحتوي على غرفتين وصالة معيشة يتوسطه سرير خشبي
عند رفع الستار نلاحظ أمرأة في الخمسين من عمرها، يبدو عليها القلق والارتباك ، تنظر من الشباك للخارج بين وحين وآخر، وتتمم بكلام غير مفهوم أصوات القرود تسمع من سطح المنزل
لاما، (الزوجة) – لا أدري كيف يجيز شكيب لنفسة أن يتأخر حتى هذه الساعة، فالشمس بدأت تغيب، والقردة استولوا على سطح منزلنا،. يبحثون عن منفذ للنفوذ، لا أدري ماذا حل بالمدينة،
صراخ يسمع من خارج الكادر، لرجل يصرخ ويركض، يبكي
الصوت خارج الكادر – اللعنة عليكم اتركوا ولدي الرضيع
اصوات (رجال ونساء يلاحقون القرود، وصوت صبي صغير، يبكي بكاء مرا،
لاما تقترب تقترب صوب الشباك، تشاهد المشهد ودموعها تسيل لا إرادياً)
لاما-المسكين جارنا متيم خطفوا القرود ابنه الرضيع
تبكى بصوت مسموع
لاما-، لا أدري ماذا حل بنا من بلاء، المسكينة أمه لا تعرف بمن تتوسل ،
اصوات النحيب تسمع خارج الكادر ، الاصوات تبتعد تدريجيا
(تجلس لاما على أرض الصالة منهارة تماما)
لاما-لا لن نبقى هنا. ساطلب من شعيب أن نترك هذه البلدة ، فالوضع هنا مربك، ومخيف، القرود لا تفهم من الإنسانية شيئا
صوت القرود يعلو من جديد،
أصوات أقدام تقترب، تسرع( لاما) صوب الشباك، تلحظ شكيب وعدد من القرود تلحق به يحاول ابعادها بعصاه
لاما-بدات أخاف، لا لن ابقى بعد بهذه المدينة
(تصرخ) شكيب ، أبعدهم عنك كي استطيع فتح الباب لك، وإلا يدخلون ولابد أن نفر من بيتنا
صوت شكيب – خارج الكادر
شكيب- انا أحاول،. لا تخافي لن أدخل البيت ما لم ابعدهم عن عنا
لاما – راقب نفسك لا يؤذوك، القرود خطفوا الرضيع ابن ميتم
صوت شكيب – خارج الكادر
شكيب – اللعنة عليهم، قلت لك لا تخافي
اصوات القرود من اعلا سطح المنزل ومن الخارج تسمع بوضوح. بالمقابل صرخات شكيب الحاده لطرد القرود
لاما، تراقب المشهد برهبه وهي تردد بين حين وآخر
لاما – ابتعدوا عنا،. ماذا تريدون منا ، ابتعدوا (تخاطب شكيب)
اسرع يا شكيب ، أسرع، سافتح لك الباب،
(تتجه لاما نحو الباب، صوت شكيب خارج الكادر)
شكيب-افتحي الباب
(تفتح لاما الباب، ينفذ منه شكيب مرهقا،، تغلق الباب، القردة يقفزون على الباب شكيب يقبض بقوة على حذاء والعرق يسيل من وجهة يرمي بنفسه على السرير الخشبي وهو يلهث)
شكيب-لا. أنها كانت معركة
لاما-الم أطلب منك مرارا أن لا تترك المنزل، فالوضع خطر جدا ، القرود انتشروا في المدينة
شكيب-لا أستطيع، بقائي بالبيت سيكون سببا بموتي ، اختنق بين الجدران يا لاما
لاما-أين كنت طوال كل هذا الوقت
شكيب – في سوق المدينة، هناك الوضع آمن ، قضيت اكثر وقتي عند الاسكافي جارنا شعيب
لاما-من أين لك هذا الحذاء
شكيب – اقتنيته من جارنا شعيب
(لاما تتفحص الحذاء)
لاما – شعيب الاسكافي
شكيب – نعم
لاما-الا ترى أنه غريب بعض الشيء
شكيب-(يبتسم) نعم أنه مصنوع من جلد التمساح
لاما – أنا لم أسمع بان جلد التسماح تصنع منه أحذية
شكيب- صحيح، أنا أيضا لم أسمع
لاما – الذي أعرفه يستفاد من جلدالتمساح بعد طحنه علاجا للضعف الجنسي
شكيب-معلوماتك جيدة، صح
لاما-نسيت ان والدي كان صيادا ماهرا للسمك وكنت أذهب معه للبحر، كابيك، ولقاءنا الأول تم على شاطيء البحر
شكيب-صح، (بعد لحظة) يقال ان الحذاء يفيد للضعف الجنسي أيضا
لاما – وكيف؟
شكيب-ان قواه تخترق الجسم من القدم لاما-من قال لك هذا؟
شكيب – الاسكافي
وقال ان استعماله المتكرر يوميا يعيد القوى الجنسية كما كانت
لاما- انا لم اسمع بهذا، انه اراد ان يبيع لك الحذاء
شكيب – انا لم ادفع له مالا بعد
لاما-أمرك غريب يا شكيب ما الذي دعاك لشراء الحذاء،
شكيب – (مرتبكا) لاشيء
لاما-انت رجل من دون هذا الحذاء شكيب-(متلعثما) نعم
لاما – سارمي بالحذاء خارجا. انا اكره هذه التصرفات، أو تعيد اليه الحذاء
شكيب-لا تفعلي ذلك، أنه ثمين يمكننا أن نبيعه بثمن عال في سوق المدينة، اقتنيته بقصد البيع
لاما-أن كان للبيع حسنا ساخفيه عنك ولا تسأل عنه الا إذا قررت بيعة
شكيب – أتفقنا
اصوات القرود تعلو على سطح المنزل ،
تترك لاما الصالة وبيدها الحذاء، تقفل الباب خلفها
ظلام
،،،،
المشهد الثاني
المنظر السابق بعد أسبوع
اصوات القرود تعلو على سطح المنزل
شكيب – انهضي يا لاما وهات الحذاء، قد اتمكن من بيعة بثمن عال
لاما – وهل تريد ان تترك البيت، والقرود
شكيب-انا لم أترك البيت منذ اسبوع كامل،
لاما-أنت نسيت كيف اختطفواالرضيع إبن جارنا، امه تبكي ليل نهار والأب بات لا يفارق البيت
شكيب-إنهم لن يتمكنوا مني
لاما-لوخسرتك، ساخسر حياتي كلها يا شكيب
شكيب-هل تريدين ان ابقى سجينا بين هذه الجدران طيلة العمر ،.
لاما-اخاف عليك يا شكيب، من عندي غيرك
شكيب – عصاي لن تجعلهم يقتربون مني
لاما-أنت تصر على الخروج
شكيب- وكيف ابيع الحذاء
لام تقوم باتجاه الغرفة، وهي لازالت قلقة
لاما-كن حذرا يا شكيب
تفتح باب الغرفة
شكيب-اسرعي يا لاما
(ما أن تضع أقدامها داخل الغرفة حتى يعلو صراخها من خارج الكادر)
لاما-الحذاء يتحرك، كمن فيه روح
شكيب -،(يضحك) الحذاء فيه روح
لاما – نعم،جن جنوني يا شكيب هذا حذاء اخر خرج من تحت السرير
شكيب-ماذا، بدأت تتوهمين
لاما- اتوهم ، سألتي لك بالحذائين كي تصدق
شكيب-ماذا تقولين؟
لاما-انا أرى أمامي زوجين من الأحذية
شكيب – “زوجان
تظهر لاما وهي تحمل زوجين من الحذاء،
يقف شكيب مستغربا، يتفحص الحذاء،
شكيب-عجيب من أتى به إلى بيتي(يتفحصه جيدا)
-أنا رايته في دكان الاسكافي،
من أتى به الينا
لاما-من ادراني. نحن لم نترك البيت، ولم يدخل عندنا أحد
شكيب-هل من الممكن ان يكون من فعل القرود
لاما- لا تذكر إسم القرود،
كيف ينفذوا ، والمنافذ مغلفة
شكيب – غريب، لا، تخبري احدا بما جرى،. ليبق الأمر بيننا،. كي اتفحص الموضوع
يعلو صوت صوت القرود كمن تلاحق احدا
تتجه لاما نحو الشباك، تلقى نظرة
، تلتفت صوب شكيب
لاما – انه الاسكافي قادم صوبنا ،
شكيب-اسرعي واخفي الحذائين، ماذا يريد منا
تسرع لاما للغرفة، يتجه شكيب نحو النافذة، يحاول الاسكافي ابعاد القرود عن
نفسه، يلحظ شكيب، أفتح الباب أريدك لامر. هام
يسرع شكيب صوب الباب، يفتح الباب، ينفذ الاسكافي مرهقا للداخل
شعيب-أصبحت مدينتنا لا تطاق
لاما – أنا ايضا اعتقد ذلك، لا بد أن نهاجر
شكيب – أين نهاجر
شعيب- القرود سرقوا الحذاء من دكاني
شكيب-أنت متأكد، انه من فعل القرود
شعيب-مدينتنا لا سارق فيها، كل ما يحدث بسبب القرود، المهم كن حريصا على بيتك، إن عرفت شيئا عن حذائي المسروق أخبرني
شكيب-(مرتبكا) سافعل ذلك
شعيب – لابد أن أذهب(يقوم من مكانه متجها صوب الباب)
شكيب – (يرافقه عند الباب)
كن حذرا
شعيب – لا تقلق بشأني
(يترك المنزل)
(ما أن يتأكد من ذهاب شعيب يتنفس بعمق،)
لاما-تصرفك كان غريبا مع صديق لك، لم لم تسلمه الحذاء، لم لم تخبره اننا وجدنا الحذاء في بيتنا صباح اليوم
شكيب-أن ظهور الحذاء، جعلني افكر بأشياء يصعب تصورتها
لاما-وهذا لن يسمح لك بان لا تخبره بالحقيقية، ساخاصمك حتى ترد الحذاء إلى صاحبه
شكيب-أنت تعرفين باني لا أطيق خصامك
هات الحذاء، سارده اليه
لاما-أنا أعرف قلبك الطيب
ساذهب
(تترك مكانها وتتجه للغرفة، صوت رمي حاجيات، يصاحبها صوت صراخ لاما)
لاما – الاحذية اختفت، أسرع
يقوم شكيب من مكانه مسرعا، صوب الغرفة
ظلام
المشهد الثالث، دكان الاسكافي ، بعد شهر من أحداث المنظر الثاني
الاسكافي،شعيب مشغول بترميم نعال من الجلد والى جانبه قرد اليف، يساعدة في العمل يطرق الاسكافي شعيب على النعال بالمطرقة طرقا خفيفا، ليجعل الجلد يلين
القرد ينظر اليه بدقة ، يناول شعيب النعال للقرد،
شعيب- ضعه في سطل الماء
يرمي القرد النعال بالسطل ويبقى يلعب بالماء، يظهر شكيب
شكيب – تحية الصباح
شعيب – تحية الصباح، يا للعجب ، ما عندك بالسوق يا شكيب
شكيب-ان ما كان يقلقنا هؤلاء القرود، لا أفهم كيف تمكنوا منهم
شعيب-(مبتسما) قل تمكنوا منا اليوم تجدهَم في كل مكان نفذوا مقابل أن يهدوا، تجدهم حتى في دار الحكومة
ان من يحكمنا اليوم هم القرود، رئيس الشرطة قرد
القرد يهز راسة ويتمتم بكلام غير مفهوم
شكيب-ماذا يقول
شعيب-يقول هذا فخرنا
تفضل اجلس
يجلس شكيب بالجهة المقابلة من شعيب
شعيب-(مبتسما) لاشك إنك أتيت لتسدد ثمن الحذاء
شكيب-ما أن احصل على مبلغ من المال، سادفع
شعيب، أتذكر يوم أتيت عندنا لتخبرني انك فقدت الحذاء
شعيب- وكيف لي أن انسى تلك الفاجعة، هذه المرة الأولى في حياتي أفقد شيئا
لا زلت مستغربا سر إختفاء الحذاء في دكاني و أمام ناظري كان مرعبا (يشير إلى الجهة المقابلة له)
ما أن رفعت رأسي، لم أجد الحذاء أمامي،
لا أحد دخل ولا خرج، من المحل
أن السارق ساحر عجيب
شكيب -يبدو أن الساحر فعل بي ما فعل بك
شعيب-وماذا فعل بك
شكيب – لا تستغرب، حذائي اختفى في نفس يوم إختفاء حذائ
شعيب – عجيب
شكيب-حقا، أنه أمر عجيب
صوت( خارج ينادي،) ،، شكيب شكيب
ما ان يسمع شكيب إسمه يهب واقفا
شكيب-من جارنا متيم، ماذا حل بك
يظهر متيم وهو يلهث
يقوم شعيب ويعطية شربت ماء
شعيب-اشرب وارتوي واحكي لنا
يرتوي متيم ،
متيم – اسرع للمنزل، زوجتك تركت البيت خائفة ، ولن تسمح لأحد بان يذهب ليرى ماذا حدث، أعتقد انه فعل القرود
القرد يهز راسه بعصبية
متيم-ماذا يقول؟
شعيب- لا يمكن
متيم-(مخاطبا القرد) هل تعرف أين ولدي وما جري له
القرد يهز راسه بالنفي
يترك شكيب المشهد راكضا
شعيب-تحتاج لمساعدة
شكيب-دعني أرى ما هناك
المشهد الرابع، نفس المشهد الثاني، صالة المنزل، بعد شهر من احداث المشهد الثالث
يبدو القلق والخوف على وجه لاما، أصوات شديدة تسمع من الغرفة المجاورة
لاما-أنا سأترك البيت لك وأخرج،
شكيب-وماذا يقلقك
لاما-لا تسمع
شكيب-انه حيوان يتحرك
لاما-تقولها وكانه حيوان اليف ، أنه تمساح
كان يجب قتله يوم اكتشفنا وجوده في المنزل،، ستهدم ما بنيناه خلال كل هذه الأعوام
لاما-أنا سأترك البيت لك وأخرج،
شكيب-وماذا يقلقك
لاما-لا تسمع
شكيب-انه حيوان يتحرك
لاما-تقولها وكانه حيوان اليف ،
أنه تمساح، الاتدري كم نفقنا علية حتى الان، إننا لو نبيع بيتنا لا يسد الديون المتراكمة علينا من غذاء هذين التمساحين
شكيب، – الم تر بيضهه يشبه بيض الدجاج بل اكبر منه قليلا
لاما-أنت جننت يا شكيب
كان يجب قتله يوم اكتشفنا وجوده في المنزل،، ستهدم ما بنيناه خلال كل هذه الأعوام
شكيب – المال لا يأتي لاي كان بالمجان،. فية متاعب وتضحيات، هل تعلمين كم سنربح من جلد التمساحين، ثروة لا تصور كل حذاء من جلد التمساح بات تمساحا وبيضه ان افقس، ستكون لنا حديقة حيوانات من التماسيح سنربح
نسافر ونصدر طحين جلده خارج البلاد، دعيه يكبر قليلا ونتخلص منه، ونبدا من جديد بتربية الصغار ساشتري لك ما تطلبين. إن ما أفعله اليوم من أجل غدك يا لاما،
صوت وقوع حائط
لاما-“يا رحمتك يارب
هيا انهض، وانظر مالذي سقط
شكيب – انه صوت حائط، ساوسع لهما المكان، إن الحديقة لن تنفعنا بشيء،. ساجعلها من ضمن الغرفة
لاما – شكيب، أنت مجنون، نعيش بين التماسيح
شكيب – لا بالطبع، ساشتري لك قصرا كقصر رئيس الشرطه
لاما-القرد
شكيب – المهم انه بيت رئيس الشرطة
لاما، اجعلي نفسك مكان هذا الحيوان سجناه في غرفة ضيقة
لاما، – انه بات أكبر من الفيل، تصور فيلان في غرفة. ان بقاءنا غير مناسب في هذا المكان
سنكون أنا وأنت آخر وجبة لهما في هذا البيت
صوتهما يعلو عاليا ينهار البيت تماما
ستار
عبد الصاحب إ أميري
التعليقات مغلقة.