موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

تمشهد .بقلم. عصام الدين محمد أحمد

162

تمشهد
آلو
أين أنت؟
في السيارة، قتلوا بابا وعمتي ورباب، خائفة …ح
تتراشق طلقات نارية في توال، تصرخ هند فزعة، يعم السكوت.
موظف الطوارئ يقبض على السماعة، يزعق:
آلو..آلو..آلو..
يكرر التلفاز المكالمة عدة مرات…
لا يمكنني تغيير مؤشر القناة،أسمع الاستغاثة للمرة السابعة أو الثامنة.
تتضبب الرؤية:
البيوت المنهارة على مدى الشوف، الشارع مقفر انعدمت فيه الحياة، تجلس هند على المقعد الأمامي، تود أن تلهو.
أهذا ما تخيلته؟
بالطبع لحق العقم بخيالك، فكيف لطفلة مسجونة في سيارة مليئة بالأشلاء أن تفكر في اللهو؟
ألم أقل قبلا أنك فقدت القدرة على الرواية!
لحظتئذا أتهمتني بالبلادة!
هاأنت للمرة المليون يصاب عقلك بالعتّه والجنون!!
لا يمكنني الولوج لفؤاد الفتاة، لا يمكنني أيضا عبور أسوار نفسها الهلعة المرتجفة.
دعك من هذا المشهد؛ فما أكثر الأحداث!
كاد عقلي أن يشت، تتزاحم الأفكار ولا شيء يلجمها، يوقف اندفاعها الهادر.
جابر منكفئ فوق عجلة القيادة،غادرته الحركة منذ ساعة، ثقب الدم الذي خلفته الطلقة النارية يتوسط جبهته، سافرت الروح بعيدا فأمسى كخرقة بالية، تتلجلج هند:
بابا..ذراعي يوجعني..ينزف دما..رد عليّ.
لا أحد يرد، تنظر خلفها، عمتها ورباب لا تردان، أدركت أن الجميع ذهبوا وتركوها وحيدة.
تكتنفها الوحشة، يدبقها القلق، ينخرها التوتر، ينضح جسدها ألما، أتهبط من السيارة؟
إلى أين تمضي؟
تحاول تحريك من بالسيارة، لا تقدر وكأن جابر والعمة فاطمة ورباب تخلوا عنها، يدعون الموت.
لماذا لم يبق معها أحد ليشاركها الحديث؟
لا تشغلها مثل هذه التأملات كثيرا! فالآن عليها التفكير في النجاة.
على مبعدة مئة متر دبابة ميركافة.
أتملك تصرفا ما؟
حاولت رباب قبل أن تطمسها الشظايا الإتصال بالإسعاف، لكن الرّدى لا يمهلها لحيظة للرد.
بقايا صوت زاعق بالهاتف، تصرخ هند:
انقذونا..
لا تعلم أن كان صوتها يصل أم لا.
نزلت، فتحت الباب الخلفي، عثرت على الهاتف الملتاث بالدم، عادت إلى مقعدها.
تستغيث، تبكي، تصرخ.
يحاولون معرفة موقعها، لا تعرف ماذا تصف؛ الشوارع التي مرت بها متشابهة، أغبرة، كومات من بقايا دور.
يتفاقم الألم، تكتم مشاعرها.
يحيط بالسيارة ثلة من أحفاد السامري.
تفقد السيطرة على أعضائها، يزداد الجو برودة، يهضمها الرعب ولا يبقي منها شيئا.
شاخت وبلغت عامها الألف، أدبرتها معالم الطفولة.
تلتصق بوالدها المسجى فوق عجلة القيادة، تحثه على النهوض،ربما يعود لينتشلها من كمائن الموت اللامتناهية!
سكنت نبرات الهاتف.
لم يبق أمامها سوى الارتجاف والزلزلة، أغرقها الدن والقيء والبول، لا أحد يجيرها.
أبوها لا يقدر على شيء
فاطمة ورباب ملقتان لا حول لهما ولا قوة.
ليس أمامها إلا الانغماس في الترقب، لا تدرك كم سيطول هذا الوقت؟!
بالطبع تخمن ما سيؤول إليه المشهد من رفات فتتها الرعب!
لكنك لا تعلم – يقينا- أن أحفاد السامري صوتوا على قتلها من عدمه.
أحدهم أبدى رغبته لقتلها بشراسة ودون رأفة، وكذلك الثاني، بينما ثالثهما اقترح تركها هكذا؛ فالموت حتما سيلتهمها!
لم يفرغ المسرح، قبر من الصاج يضم بين جنباته جثامين، يواجهه دبابة ميركافة، أحفاد السامري يحتفلون بالنصر، يتبادلون التهاني،يتجرعون أنخاب السعادة،تلحق بهم سيارة المخرج السينمائي ورفاقه، يعدون الساحة للتصوير.
يصنعون ساترا من الأنقاض، يبتعد عن السيارة مئة متر تقريبا، يدثرون فاطمة بلباس عسكري ، يسندونها على الساترمن الخلف، يربطونها بأشرطة لاصقة حتى لا تقع منهارة،يتعامد على مقدمة الجسد قاذف ياسين 105.
أحضر المساعدون برميل بلاستيك منزوع الغطاء، يحفرون أقصى يسار الساتر خندقا، أناموا البرميل بالخندق ليبدوا وكأنه فوهة نفق، رتبوا الميدان بمكر ودهاء كأنه ساحة قتال حقيقية.
يعممون رأس جابروجبهته بعصابة سوداء مخطوط عليها كتائب القسام، يشدّون نصفه العلوي بحزام الآمان، يهيئونه ليمتشق رشاشا في مواجهة الدبابة.
يضعون جثتي الفتاتين في شنطة السيارة خشية أن تفضحهم الكاميرا.
تتراجع الدبابة مئة متر أضافية.
يطلق أحدهم الرصاصات من موضعه خلف السيارة، فتبدو وكأنها تنطلق من الداخل.
تتحرك الدبابة ببطء شديد، تقذف الطلقات، يتذمر المخرج آمرا قائد الدبابة بالتراجع.
يأمر المخرج جنديا بإن يتوارى خلف فاطمة والساتر ليقذف الياسين حينما يشير إليه، طلب منه أن يطلقها يسار الدبابة بعيدا عن هيكلها.
أمر السائق بالانحراف يمينا لحظة الأطلاق
أثر الأشارة كاد المقذوف أن يحف سطح الدبابة المنحرفة يمينا.
طائرة درون تسجل اللقطات، بالأضافة إلى كاميرتين؛إحداهماخلف الدبابة والأخرى في الجهة المقابلة.
أطلقت الدبابة سيلا من الدانات تجاه السيارة، تشظت بمن فيها وكأنها أتربة تذروها الرياح.
حمل المخرج أدواته عائدا إلى معمله ليقص المشاهد ويعيد تركيبها،فقنوات التلفاز تنتظر.
تمت بحمد الله .

التعليقات مغلقة.