تواريخ موازية بقلم د.أحمد دبيان
فى التاريخ شخصيات ظلت فى التدوين تحتل الصف الثانى فى الحدث رغم انها كانت الطليعة الفعلية للحدث .
عبد الرحمن بك فهمى القائد الفعلى لثورة ١٩١٩،
و مُنشىء جهازها الطليعى العسكرى السرى والذى اخترق كل مديريات مصر وقتها ، والذى استعار فكرته الزعيم جمال عبد الناصر لاحقاً فى تأسيسه لتنظيم طليعة الاشتراكيين .
هذا التنظيم السرى العنقودى على مستوى المديريات والذى لم يكن يعلم احد اعضاؤه الا هو ، والذى كان يجتمع بهم فى قبو منزله الموجود حاليا فى ش قصر العينى والذى صار مقرا لدار الأدباء ،كان هو العامل الضاغط الفعلى ،الذى اجبر الانجليز على على اعلان ٢٨ فبراير ١٩٢٢ بانهاء الحماية لتهدئة الشعب ومنحه مخدر الاستقلال المنتقص الشكلى ،
هذا التنظيم كان مسئولاً عن نسف الجسور والقطارات واغتيال الجنود الانجليز .
كان عبد الرحمن فهمى هو الذى يعطى التعليمات لاعضاء الوفد بعد نفى سعد زغلول وينفذونها على انها تعليمات سعد
و فى لحظة ضعف سعد زغلول والذى بعث برقية لاعضاء الوفد يشكو من تعنت الغرب واخلاف امريكا لوعودها من تصريحات الرئيس ويلسون بمنح الشعوب حق تقرير المصير واعتراف المانيا بالحماية البريطانية على مصر ، قائلاً : مفيش فايدة.
هنا ظهر عبد الرحمن فهمى ودوره القيادى ، زاعماً ان هذه البرقية مزيفة ليحافظ على الروح المعنوية وبعث برقية مضادة لسعد زغلول بان هناك برقية ممهورة بامضائه وانه يعلم انها مزيفة .
عندما رصد الانجليز ذلك علموا انه القائد الميدانى الفعلى وتم اعتقاله ،
وكانت معاملته الاسوأ بين اعضاء الوفد وكان الوحيد الذى تأخر الافراج عنه من اعضاء الوفد الى عام ١٩٢٤ بل وقد صرح السيد سعد زغلول اثناء مفاوضاته مع الانجليز انه لا يهمه الافراج عن عبد الرحمن فهمى والذى تم تجاهله وظل يشكو هذا التجاهل الى باقى حياته ،
بعد الافراج عنه تم تهميشه من قيادات الوفد وظلت علاقته بسعد زغلول تتسم بالفتور.
قصة عبد الرحمن بك فهمى تتماهى مع البطل نيتاجى شوندرابوس والمهاتما غاندى فى الحالة الهندية.
نيتاجى البطل القومى الذى يكافح ويؤمن بالنضال المسلح لطرد الانجليز و المهاتما غاندى المؤمن بالساتيا جراها واللاعنف فى لاسلطوية سلمية ،
ابرز الانجليز دور سعد زغلول رغم انه ومن مذكراته ومن مذكرات محمد احمد علوبه كان فى مفاوضاته يتحرك وفق مبدأ عدم اثارة عداوة الانجليز وان نحصل منهم على شروط لا تتعارض مع مصالحهم شأنه شأن غاندى .
تم تنحية الابطال الحقيقين فتأخر الافراج عن عبد الرحمن بك فهمى وتم منح مصر استقلال مزعوم وشكل سعد وزارة لم تستمر اكثر من ستة اشهر واطيح بها بعد حادث اغتيال السردار حاكم السودان الانجليزى السير لى ستاك .
و فى حالة نيتاجى شوندرابوس فصله غاندى من حزب المؤتمر ويواصل نيتاجى نضاله بعدها ويؤسس الجيش القومى الهندى
India national army
الذى حارب مع اليابانيين املاً فى التحرر من الإنجليز وليغتاله الانجليز فيما بعد .
تسبب سعد زغلول بانتهاجه كفاح المناطق الرمادية ان الاستقلال الشكلى تم الالتفاف عليه وانتهى الامر بترسيخ الاحتلال فعليا ،
وتسبب غاندى ايضا بانتهاج كفاح المناطق الرمادية الى تقسيم شبه القارة الهندية .
التعليقات مغلقة.