توطئة قصيرة و مرثيّة .شعر .وجيه وسلاتي

توطئة قصيرة و مرثيّة .شعر .وجيه وسلاتي

لأنّي سألتُهُ ليلةً ذات سَمَرٍ بيننا عن سببِ تعلّقه الشّديدِ ببحر البسيط في نظمِ قصائده، فأجاب بالحرف : “أكتبُ على كلّ البحور
لكن البسيط أكثر “.
فكانَ الواجبُ أن أخُطّ مرثيّتي فيه على البحر الذي يُحِبّ.

سمْحًا ،خلوقًا، كريمًا كنتَ أسْمَانَا
من أشرفِ الناس أوصافًا وتبيانَا

يا أحلمَ الناس فينا كنتَ ذا خُلُقٍ
الفقْدُ ذو ألمٍ والشوقُ أعيانَا

بِلْفَردُ كنتَ حبيبًا بيننا شبَهٌ
والقُربُ يجمعُنا أهلًا و جيرانَا

فالمغرب العربيُّ رمزُ وِحدتنا
والحدُّ يفصلُنا خِلًّا وإخوانَا

آهٍ و آهٍ على الدنيا إذا جَهِلتْ
تُسقِي الحِمامَ لأيٍّ كان من كانَا

لا تسْألَنِّي عن الأخيارِ في شَغَفٍ
أخشى النحيبَ عليه فالبُكا بانَا

يأبى البنانُ قصيدًا في الهوى غزلًا
فالقلبُ منفطرٌ ، والعقلُ سِيّانَا

قصيدتي بِدُموع العينِ أكتبها
إن جفّ دمعي فَهَمّي كان عُنوانَا

بَكَتْكَ أمصارُ عُربٍ يا “جَمالُ” فقد
لَوَّعتَ أفئدةً شوقًا وأحزانَا

قُلْ لي بِربِّكَ مَن أنساكَ موعِدَنا
أجِبْ وأفْصِح و جَلِّ أمرك الآنَا

أغْرَتْكَ لُقيَا حبيبِ اللهِ أحمَدَنا
حتّى حُبيتَ لقاءًا بَتَّ لُقيَانَا

أنوارُ قبرك يا “بلفردُ” ساطعةٌ
ترقَى بها درجات الذِّكر سُلطانَا

رُحماكَ ربّي بهذا الخِلِّ مَوْعِدَةٌ
فالحِلْمُ منك سَمَا عفوًا و غُفرانَا