تَاجُ الرّجل …بِـقَــلـم الأستاذ حُسام الدِّين طَلعَت
كان من فضل الله على آدم (عليه السّلام) أن خلق له من ضلعه حواء (عليها السّلام)، فكانت السّكن والرّحمة والأنس لذاته، وأخرجته من وحدته ليأنس بها ويسكن إليها.
ولم يُختص آدم بذلك الفضل وحده، بل حظى به كُلّ الرّجال بعده. وكانت حوّاء في حياتنا أُمًّا تحنو علينا، وترأف بضعفنا، وتدعو لنا، وتدعم إخفاقنا. وكانت أُختًا تُقلّد أُمّها، فتهُدهد مَهدنا، وتمسح دموعنا، وتُشفقُ علىٰ آلامنا.
وكانت الزّوجة الواقفة جوار مَن اختارت سُكناه، الصّامدة معه في مواجهة الحياة وتربية وتهذيب أبنائه، النّاسية ذاتها في غيابه قبل حضوره، المعانقة لأوجاعه، الشّافية لأسقامه بعد الله. وكانت ابنة، ربّتهَا امرأة صَالحة، جعلتها عفيفة عن الحرام، تخشى الله في السّر والعلن، تجدها أحَنّ القلوب عليك، أقربهن لك من أبنائك الذّكور، تظل جوارك في شبابك وشيخوختك، فالابنة حنو ودفءٌ لا ينتهيان.
لا أظنّ أن يومًا واحدًا يكفينا نحن الرّجال لتكريمها، فهي تاجٌ يُزيّن جباهنا في كل لحظة مررنا بها، ولها الفضلُ بعد الله في أن تكون رجلًا قويًّا مجابهًا عقبات الحياة ومشاقها، لذا أوصي نفسي وإيّاكم بإكرامها والحرص على إسعادها والذّود عنها والتّمسك بها والرأفة بقلبها، وكما أوصانا حبيبنا وسيّدُنا مُحمَّد حينما قال:«اتّقوا الله في الضّعيفين: المرأة واليتيم». وقال أيضًا -صلّى الله عليه وسلّم-:«استوصوا بالنّساء خيرا».
التعليقات مغلقة.