تَاجُ الْخُنُوع … بقلم الشاعر محمد عبدالله المراغي
(جُنَّ الْيَرَاعُ فَخَطَّ الْقَهْرَ وَالْغَضَبَا)
وَالدَّمْعُ مِنْ مُقْلَتِي قَدْ صَارَ مُلْتَهِبَا
أَبْكِيكِ يَا غَزَّةَ الْعِزِّ الَّتِي صَمَدَتْ
فِي وَجْهِ تِنِّينِ حَرْبٍ يُشْعِلُ السُّحُبَا
لَمْ يَنْجُ مِنْ قَصْفِهِمْ شَيْخٌ وَلَا امْرَأَةٌ
حَتَّىٰ الْوَلِيدُ الَّذِي قَدْ بَاتَ مُخْتَضَبَا
يَاطِفْلَ غَزَّةَ كَمْ خَانُوكَ مِنْ عَرَبٍ
فَالْقَوْمُ مِنْ ضَعْفِهِمْ لَمْ يَعْرِفُوا النَّسَبَا
صَارَ الْخُنُوعُ لَهُمْ تَاجًا وَقُبَّعَةً
مِنْ خَوْفِهِمْ هَادَنُوا جَرْوًا وَمُغَتَصِبَا
يَاطِفْلَ غَزَّةَ لَا أَعْرَابَ نُوقِظُهُمْ
كُلُّ يَفِرُّ وَيَوْمُ الزَّحْفِ قَدْ هَرِبَا
إِنِّي لَفِي عَجَبٍ مِنْ خِزْيِ أُمَّتِنَا
لَوْ كُنْتَ غَانِيَةً قَدْ سَارَعُوا الطَّلَبَا
أَرَاكَ وَحْدَكَ وَالْأَجْوَاءُ مُظْلِمَةٌ
وَالنَّارُ حَوْلَكَ بَاتَتْ تَأْكُلُ الْحَطَبَا
قَدْ جَفَّ حَلْقِيْ فَلَا مَاءٌ لِيَرْوِيَنِي
كَأَنَّ كُلَّ دِلَاءِ الْعُرْبِ قَدْ نَضَبَا
إِنَّ الْعُرُوبَةَ لَمْ تَأْبَهْ لِإِخْوَتِهِا
فَاغْضَبْ وَلَا تَبْتَئِسْ إِنْ كُنْتَ مُغْتَرِبَا
لَمْ يَبْقَ فِيهِمْ رِجَالٌ عِنْدَهُمْ شِيَمٌ
كَابْنِ الْوَلِيدِ الَّذِي لِلسَّيْفِ قَدْ نُسِبَا
لَمْ يَبْقَ فِيهِمْ صَلَاحُ الدِّينِ يَجْمَمُهُمْ
فِي يَوْمِ حِطِّينَ الَّذِي قَدْ شَرَّفَ النُّجُبَا
لَمْ يَبْقَ فِيهِمْ غَيُورٌ صَانَ حُرْمَتَنَا
لَمْ يَبْقَ إِلَّا ضَعِيفًا بَاتَ مُرْتَعِبَا
فَاصْبِرْ إِلَٰهُكَ لَا يَنْسَاكَ يَاوَلَدِي
فَالنَّصْرُ آَتٍ عَلَىٰ الْأَبْوَابِ مُرْتَقَبَا
وَامْسِكْ بِحَبْلِ الرَّجَا إِيَّاكَ مِنْ جَزَعٍ
رَبُّ الوَرَىٰ نَاصِرٌ مَنْ كَانَ مُحْتَسِبَا
======
الشاعر / محمد
عبدالله المراغي
القاهرة في :
يوم الخميس الموافق :
16 من شهر نوفمبر
سنة 2023 ميلادية
2 من شهر جمادي الأول
1445هجرية
الشطر الأول من البيت الأول للشاعرة الفلسطينية ملك إسماعيل ضمن برنامج شطر وقصيدة على صفحة الإعلامية
والمذيعة القديرة الدكتورة جيهان الريدي
التعليقات مغلقة.