موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

تَحٍيَا الدَّرًَاجَة… قصة قصيرة بقلم رضا يونس

421

تَحٍيَا الدَّرًَاجَة… قصة قصيرة بقلم رضا يونس

عشته حلمًا ثريًّا هذه المرّة..فقد طالت عنقي الجوزاء بهذه الرؤية التي أفقت على نِيَّة تسجيلها قبل أن تتسرب من حافظة ذكرياتي، حيث تتبخر الرؤى لديَّ بعد مُضيِّ ساعة إلا قليلا من الإفاقة..حسنًا لقد تبخّرت!!ََ
من جديد أحاول جاهدًا عصْرَ مراكز التذكُّر في مخّي، ربما أجدُها في زاوية سلة مهملاتي، فاستردُّها..لاضير سأحاول..
يبدو أن المشهد داخليٌّ من حجرة الجلوس ببيتي الريفي القديم، وبيتي القديم متواضع إلى حدٍّ ما، بل متواضع لكل الحدود ..أخالني فتىً في السادسة عشر من عمره، طويل القامة، معتدل الهامة..يبدو مُحيّاي أكثر صرامةً في ملامحي، وشاربي الأخضر بشعيراته المتباعدة..يكسوني جدٌية لاتقبل الفصال أوالجدال…حسنا دخلت البيت من بابه المتهالك الذي أكل عليه الدهر وشرب، موجها قبلتي صوب حجرة الجلوس، بكنباتها الثلاث وفُرُشها الأكثرُ تواضعًا ..من بعيد جلاليب تمتطي تلك الكنبات دون أن تتملكها..يجلسون على حافتها ملامسين مقاعدهم لها بسنتيمترات قليلة، يكادون يخسرونها..وقد انحنت رؤوسهم بالقرب من صدورهم ..صانعين زاوية نصف قائمة..في المواجهة كرسيٌّ أثير من دوَّار العمدة، جاء به ووضعه في صدر المجلس ..يجلس على الكرسي رجل أعجمي الهيئة، ذو شعر يبدو عليه أنه أُنهك من سيول الأصباغ التي قضت تمامًا على منبت شهيقه، ملامحه أقرب إلى ملامح بهلوان هاو، يصطنع ابتسامة مبتورة، يتبعها بمطِّ شفتيه، وهزِّ كتفيه لهذه الجلابيب الفارغة إلا من جثامينها الحيّة..الصّمت يلفُّ المكان، مطبق للغاية، حتّى أن هذا الشيء الأبيض سقط منه قلمه المستورد على الأرض المتربة، فأحدث ارتطاما، وصراخا لتلك الأرض الرافضة لرائحة الرجل النتنة، وبقايا المسكرات الساقطة من شدقيه الواسعين..
حسنا بدأ حوار الطرشان ..
الأبيض يخرج من حقيبته، مظروفًا مكتوبًا عليه بلغة عبرية.. صفعة الفرن.. يوزِّع نسخا على تلك الجلابيب الفارغة، التي تقلِّب الورقة، لأعلى ولأسفل، وربما بشكل دائريّ..فيصيح البهلوان: ماذا ! ألا تجيدون القراءة؟!
تنظر الجلابيب بخجلِ الجهل إلى بعضها البعض، وتُردِّدُ بلا تَردُّدٍ في صوت مكبّلٍ بالخنوع: نجيدُ سيدنا، نجيد قراءة سوطك..
ينظر إليهم واحدًا تلو الآخر ، ثم يشير بإبهامه والسبابة مطبقين: إذن وقِّعُوا..
ترفعُ الجلاليبُ أقلامَها كتشكيلٍ لمجموعة أسرابٍ من الدجاجِ تسيرُ خلف قائدها الثعلب..
أقفُ على بابِ حجرة الجلوس الهرِمَة، حاملًا بين يديَّ دراجةً، لم يبقَ من معالمها وحدودها سوى هيكلٍ يتنفس استغاثتي..واطهراه!! أصرخ في هذا البغل الأبيض: توقف ..أريد خمسمائه دولار أمريكي ..هيا أعطني المبلغ حالًا..
يتساءل بسخرية: من أنت أيها الفرخ الصغير ؟
أجيبه شامخا: بل أنا الشبل الشارد عن القطيع..
ساخرًا مجدّدًا: وماذا تريد أيُّها الشارد؟!

  • لقد داس تابعُك النجِس دراجتي العجوز وهي عندي لا تقدَّرُ بمال..فقد ورَّثَنِيها جدي صلاح، وأوصاني أن أحافظَ عليها، وأسلِّمَها لابني من بعدي خالصةً من الوهن والرِّق..
    البغل الأبيض: وهل ترى أن هذه الدراجة العرجاء تستحق، ونحن قد تجاوزناها بقرون عديدة، فلدينا صاروخ الأرض وصاروخ الفضاء؟!
  • هي لاتعدل كنوز الدنيا، فهي حبيبتي ورفيقتي، ورقيقتي، وأنشودتي، ولحن حياتي، هي الدنيا وما فيها..
    مُصدرًا صوت قهقهةٍ عاليةٍ، يتبعها خشوعُ الجلابيبِ وانكسارها مع نظرةٍ من مدفع عينيه المسخ : وهل ستعطيني الهيكل أم ستحتفظ بجثتها؟
  • والله لا أسْلِمُها لك إلا على جثّتي، وسيأتي من نسلي من يستردها، ويعافيها ؛ لتجريَ وتسبق ، وتحلِّقَ كما كانت..
    ساخٍطّا وصاغرًا هذه المرة وموجِّها حديثه لحارسه الذي يرتدي ثيابًا من جلد الحيّات الشهير: أعْطِه خمسائة دولار..
  • هذا هو التعويض المادِّيّ..
  • وهل هناك غيره أيها الشبل؟!
  • نعم أعطني عشرة آلاف دولار أمريكي..
  • أجُننت؟! ولماذا أعطيك؟!هذه الدراجة، ماتت، وسنستبدلها قريبا بالحديثة..
    -دراجتي تمرض ولا تموت، وسيأتي من صلبي من يبعثها من مرقدها.
  • إذن لماذا أقدّم لك هذا المقابل الضخم؟!
  • تعويضًا معنويًّا عمّا أصابني وإخوتي من ترهيب..
    يعلو صوتُ قهقهاتِه، كعازف بيانو لا يحفظ جيِّدًا، فيبدو لحنُه كنشاذ غير متقن: وإن لم أنفِّذ ما تطلبه؟
  • لا تنسى أنني بتُّ أجيد سلاحكم ولغتكم، سأتواصل مع الواشنطن بوست،ولوس أنجلوس تايمز ونيويورك تايمز،
    وجميع الصحف العالمية، وأكتب على تويتر هاشتاج #الثعلبيأكلالدجاج_حيًّا
    سيصير تريندا يتصدر العالم أيامًا وشهورا ..أعدك أن أبقيه دهرًا..سُأعرِّيك حتى أعضائك الداخلية..
    يبتلع ريقه متمتما بكلمات عربية محطمة العنق: من أين أتيت يا ابن ال(…..) لقد أفسدت بروتوكولات مائة عام ؟!
    تفيق الجلابيب على صوت آذان الفجر..ترفع رؤوسها بزاوية مستقيمة..تفتح عيونها..تُسقِطُ الأقلام..وتحيا الدراجة..

التعليقات مغلقة.