تَغيُّر_الأولويات.بقلم.خلود أيمن
تتغير المتطلبات والأولويات حينما ننضج ، فنصير نبحث عمَّا يحقق لنا ذواتنا ، ننقب عن الراحة ، ننتبه لما يثير عقولنا دون النظر للقلب ، نركض بعيداً عما يُرهِقنا ويُسقِطنا في تفكير شاق ، نندم على الوقت الضائع في أعمال بلا قيمة ، نسعى للوصول للقمة ، نقترب من كل مِمَّن يُقدِّرنا ، يشعر بنا ، يفهم مبتغانا ، تستنير بصائرنا ونفهم بعمق كل ما يدور حولنا ، نكتشف دواخلنا أكثر وأكثر ، نصبح أكثر عقلانيةً وخبرةً ، ننزوي في بعض الأحيان بحثاً عن شيء قد يبدو غامضاً بالنسبة للبعض ولكنه واضح جداً بالنسبة إلينا فهو يحقق لنا ما نصبو إليه ، ما نرجوه ، ما يُسعِدنا ويُرضينا ، فمشاعر الآخرين قد تكون غير مفهومة في بعض الأوقات وهذا أمر بديهي لا يدعو للتعجب على الإطلاق فبداخل كل منا ما يجعله تائهاً حائراً في أغلب الوقت لحين الوصول إليه وهذا أصعب ما في الأمر ، فالمرء قد يصعب عليه فهم ذاته فما بالك بحال الآخرين فتلك المهمة شاقة عويصة لن يتمكن أحد من القيام بها على أكمل وجه ، فمتطلبات البشر متباينة قد تكون مبهمة في بعض الأحيان ولكنها غير محالة ، فالأهم أنْ يدرك كل منا ما يريد حتى لا يُضلِّل ذاته كما يُحيِّر الآخرين ، فلا داعي لمحاولة استنباط مكنونات أنفس الغير فهو أمر غير مُحبَّذ وغير مُجدٍ في نفس الوقت ، فلا تنشغل سوى بذاتك ومحاولة تلبية تلك المتطلبات الزهيدة البسيطة التي تُسعِدك وتجعلك في حال جيدة …
التعليقات مغلقة.