تَــوَسُّـلاتٌ للعُبُـور
بقلم عبدالعظيم الأحول
شريدُ على الجمْراتِ بالقلبِ سائــــرُ
فشعري لدى المختارِ لابُدّ حائــــــــرُ
فألهِمْ رُؤى المسكينِ ياربُّ وَمضَــــةً
تكون أنيسًـا لي إذا جئتُ أُقبَـــــــــرُ
ولجتُ سبيلَ النورِ ، والروحُ عَتْمَـــةٌ
أرومُ عَسيـــلَ المَدحِ ، والشّهدُ يَقْطُرُ
فشُفْتُ رَسُـولَ اللهِ يَنْـــدَى بِبَسمَــــةٍ
يمورُ لديها الحُســنُ ، والعَقلُ يُدبِـــرُ
وَرَبَّـتَ فِـي عَـطفِ على راحِ مِنْكَبِــي
فَـأيْـنَعَـتِ الأفــراحُ ، والحُـزنُ يُعقَـــرُ
وَصِــرتُ أنا نورًا عَـلَى ضَـوءِ لَمسَـــةٍ
لأُشْمِــسَ في الأسحارِ ، والليـلَ أُقمِرُ
عَرَجتُ بروحِ الروحِ في لُطفِ سَيّـدِي
وَبِنْتُ على الأفلاكِ ، والقلبُ نَيّــــــــرُ
صَدَحتُ ؛ رَسُولَ اللهِ ياطِيبَ خاطِرِي
نشَدتُكَ بالرحمنِ تعفــــــو ، وَتَعــــذُرُ
فَـعِـطـرَكَ يَغشانِـي إذا جِئـتُ مـادِحًـا
وأنّـى ليَ الأشعارُ ، والعِطرُ يَشطُـرُ ؟!
وَ نُورُكَ ياطَـــــهَ عَظِيـــــــمٌ وَمُبهِــــرٌ
يَهُــــولُ مُــروجَ العَينِ إنْ جِئتُ أُبصِرُ
وَتَضْرِبُنِــي الأَنْوَاءُ مِــنْ دونِ عَصفَــةٍ
وَتُسكِرُني السَّلوى ، ولا ثَمَّ مُسكِــــــرُ
وَتَصرَعُنِـي الخَفْقاتُ إنْ لُـحتَ للرُّؤى
وَتُمطِــرُنِي الرَّحْماتُ ، واللهُ مُمطِــــرُ
وحسبُكَ يا ياسينُ قُرآنُ خالقِــــــــي
تُـمَـجّـدُكَ الآياتُ والقلبُ يَـذكُـــــــــرُ
وباسمِكَ في الآفـــاقِ يشدو مَلائــكٌ
وفيكَ صلاةُ اللهِ عِــــــــطرٌ مُنَشّـــــرُ
وتبتهجُ الدُّنيا إذا كُنتَ رِدفَنَــــــــــــا
وتعرفُنــــا الأمجادُ ، والكلُّ موسِــــرُ
حياتُكَ قُرآنٌ ، وَسِــــــــــرُّكَ مُعلَــــنٌ
وَسُنَّتُــكَ الغَرّاءُ فيها الجَواهِــــــــــرُ
ودَأبُكَ في الأشياءِ لِيــــــــنٌ وحِكمَةٌ
وصَبرُكَ في البلوَى إذا عَنَّ عابِــــــــرُ
وتكفيكَ تَمْراتٌ ؛ إذِ الشَّهرُ يَنقَضِــــي
وَلا تُسرَجُ النيرانُ ، والقِدرُ فاغِــــــــرُ
تقومُ لِرَبِّ الكَــــوْنِ ، والكُلُّ نائـــــــمٌ
شَكُـورٌ ، ونِعمَ العَبدُ ، رَيَّـــاكَ سُـكَّــــرُ
عَـلَــوْتَ بسِـــرِّ السِّـــرِّ آلاءَ سِــــــدرَةٍ
يَـحُـوطُـكَ يــا مُختـارُ مِسكٌ وعَنبَــرُ
وجُزتَ على جِبريلَ ؛ إذ حَـدَّ حَـــــدَّهُ
وقـالَ إذا جـاوزتُ ذا الحَـــدَّ أُختَـــرُ
وأنتَ حَبيـبُ اللهِ ، فاصعَـد لِعَــرشِـهِ
وَغَيْرُكَ لا يَدنُو ، وفي الحُضنِ تَعبُرُ !
وَلَـجـتَ مُـرُوجَ اللهِ يـــا نَفـحَ نُـــورِهِ
تَـمَــوَّجَـتِ الأنــــوارُ ، فاللهُ أكــبَــــرُ
وجِئتَ تُـميطُ النَّعـلَ ؛ جَذلانَ بـاكِيًـا
فَجـاءَكَ مِـنـهُ الأمرُ ؛ بالنَّعـلِ تَخطُــرُ
ودُونَـكَ كُـلُّ الخَـلقِ ، يـا خَيْرَ شافِـعٍ
وَأنـتَ أمامَ اللهِ ، بالـدَّمعِ تَـقـطُــرُ !!!
وَحَيَّيْتَ رَحـمَــــنَ الــــوَرَى بِـتَــأدُّبٍ
فَـحَيّــاكَ نُـورُ اللهِ ، والـكَـوْنُ يَحبُـــرُ
فحُـزتَ صَـلاةً لا تَــــزُولُ عُـطُـورُهـا
نُكَـلِّـمُ فيهـا اللهَ ، والخَـيْــرُ يَغمُــــــرُ
نُـرَتِّــلُ تَنـزِيلًا يَـفِـي الـنَّفسَ بُـرءَهَــا
ونَـسجُـدُ ، فالمَـنّـانُ يَعفُـو ، ويَغـفِــرُ
وتِـلكَ صَـلاتِـي يـا شَفِيـعِي ومُنقِذِي
تَـوَشَّـحَـتِ الآهـاتِ ، والـذَّنبُ يَعصُرُ
لَـعَـلَّ مَـدِيحِـي في سَجايـاكَ شــافِعٌ
وعَـلِّـي إلى الجَـنّـاتِ أجرِي ، فأعـبُـرُ
السبت ٢ جمـادى الثاني ١٤٤٢ هـ
١٦ كانون الأول ٢٠٢١ م
التعليقات مغلقة.