موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

تُخاطبني غزّة.بقلم.بوعون العيد

822

تتسابق الأحداث ، وتتسارع قبل أن يشقّ الصُّبح رداء ظُلمة ليل غزّة ؛ لتتكشّف عن محافظاتها ؛ شمال غزة، ودير البلح، وخانيونس ، ورفح ، وفي أحيائها كانت الوجهة ،والمقصد ، ليتراءى لي الوضع وما ٱلت إليه غزّة العزّة جرّاء ما خلّفه القصف من دمار في البيوت ، وزهق للأرواح ، واتلاف للمتلكات ، حيث جُبتها بدءا من حيّ التّفاح، و الزّيتون ، و الشّجاعيّة، والشّيخ رضوان ، والصّبرة ، … وأنا أنظر الحوالي، وأتفرّس الوجوه، وأربط الحاضر بالماضي القريب ، حتّى استوقفني مشهد له من الدّلالات ما يؤرّخ لغد ملؤه الشموخ ، والإباء ، وتكتب أحداثه بمداد الرّجولة ، وبُعد الهمّة … ثمّة خاطبتني غزّة بلسان الفتى قائلة : هاهي العزّة تبكي أهلها ، وتنعيهم ، وقد تحوّلت الدّور إلى قبور ، وأدلهمّ وجهها ،و أصبحت أرضها حبلى بالأحزان، والٱهات ، والأنّات ، والزّفرات ، ولم يبق سوى ركام المنازل ،وأشلاء الموتى ، ورائحة الدّخان ممزوجة برائحة الموت ، الذي أراده العدوّ فناء ، واستئصالا ، واقتلاعا لجذورنا … أنظر يا …؟ هذه أخيّتي ، هي ما تبقى لي في دنيا الخراب بعد رحيل عائلتي إلى جوار ربها ، وقد عانقتهم الشهادة فرحين بما ٱتاهم الله … ، هي حزينة ، ومفؤودة ليس لفقد الأهل والأحبة ، بل متحسّرة متوجّعة لأجل عزّتها ، وعزّها ، وبداخلها حمم غضب ، وشرارة مقاومة تتوعّد بني … ، ممعنة النّظر في تراب غزّة لكأنها تقول : إن البذور لا تنبت إلا إذا حرث الحارث تربتها ، وجعل عاليها سافلها، وأنّ نور الحرية لا يأتي إلاّ من سواد حلك المقاومةِ ، وأن البدر لا يطلع إلا إذا شق رداء الظلام ، وهاهي بذورنا تحرث بمحراث التّحدي ، وتروّى بماء الإيمان بأن فلسطين هي مهد الديانات السّماوية ، ومسرى خاتم الأنبياء والمُرسلين . وهو كذلك يستطرد الكلام تملّكني شعور ، وأنا أحدّق في عينيه ، وهما تحملقان بعيدا بعيدا ، وكأنّهما ترسلان رشقات من القذف تدكّ حصن من أراد بهم شرّا، محتضنا أخيّته، مدثّرا إيّاها براية فلسطين ، كيف لا والوطن هو الغذاء ، والماء والهواء ، والكساء ، وهو الحليب الخارج من ثدي الأرض . … سكت قليلا ثمّ أردف الحديث : أخي لقد تكالب علينا الكلّ ؛ حتّى من بني جلدتنا ؟! هل ماتت النّخوة ، وذبُل فتيلها ، واندرست الإنسانية ، وصارت القلوب صلدة متحجّرة ، أم أن الرّحمة سلبت ، فبغى بعضنا على بعض؟ ، فغدر القويّ بالضّعيف واحتجنَ … إن السّماء تبكي بدموع الغمام، ويخفق قلبها بلمعان البرق ، وتصرخ بهدير الرّعد ، وها نحن ذا نبكي الأرض ، والأهل ، والعروبة، والإسلام ، فهل من مدّكر ، أخي لقد بلِيت اللٌذات كلّها ، ورثّت حبالها ، وأضحى نداءنا أثقل على اللسان من الحديث المعاد، وأن دموعنا المنهمرة على الخدود إنّما هي سطور من نور تسجّل في صحيفة التاريخ أنّنا مؤمنون بقضاء الله وقدره ، و أنّنا مشروع شهداء حتّى يُرفع الٱذان مدويا من مئذنة الأقصى الشّريف ، وبلّغ عنّا كلّ من تجاهلنا ؛ أنّ اليد التي تصون الدّموع ، أفضل من اليد التي تريق الدّماء ، أوتسمح بإراقتها ، وأنّ اليد التي تشرح الصّدور أفضل من اليد التي تُبقر البطون . وليشهد العالم أنّنا باقون ما بقي لحاؤنا ، وأن سماء عزتنا ستصفو ، وينجلي غبار حربنا ،وتحلّق فيه حمائم النّصر على عرسات أولى القبلتين .

التعليقات مغلقة.