ثرثرة محض خيال
بقلم حنان العشماوي
تقابلنا في منتصف الطريق على إحدى الصفحات بعد أن إمتلأت بالكلمات أو كادت
هتف بي سن القلم ارجوكي لاتتوقفي الان لا تُلقي له بالا ً
حاذري ان تستوقفك ملامح الوجه المنحوت كملامح الإغريق
إياك صديقتي ان تُفقدك رخامة الصوت الرجولي الموصوفة
صوابك فتحيدين عن التفاصيل المقررة في خيالك
فما هو إلا إحدى تلك الشخصيات الثانوية
يعبرون خلال صفحاتك دون النطق ببنت شفة
تنتهى الصفحة فلا يظهر ثانية وينتهى وجوده ويفنى مع حبر القلم أثناء وضع
كلمة النهاية
ترقرق الدمع و لسان الحال يعاتب ذلك الثرثار
مالك انت وما بي
انت مجرد أداة بلا قيمة إن لم تحتضنك أصابعي لتخلق منك أُسطورة جميلة
تبقى مُلقى هناك الى جوار الاوراق بلا قيمة
دعني وشأني يا فاقد الحس
فأنا أحيا معهم فى جميع أحوالهم
سواء كانوا ابطالاً أو مجرد كومبارس صامت بلا دور
تكفيني نظرة إنجذاب حالمة فتتحول الشخصية الجادة الى أُنثي غضة ريانة تقطر نعومة ورقة
أتستكثر بعضاً من لحظات هانئة تنير اروقة سكنتها أعشاش العنكبوت
لخلوها من البشر
أتعلم أيها القلم
لقد أفقدتني رغبتي في الكتابة
وأضعت أفكاري مني
حسناً
فالتذهب الى باطن الدرج ولتبق هناك الى ان يتعلم سِنك ان لا يتدخل فيما لا يُعنيه
حتى لا يصيبه ما لا يرضيه
فتَحت دُرجا ًخشبيا والقت القلم وهو يستغيث
ويعدها ان يصمت ولايشاركها مشاعرها برغم ان ذلك كان دائماً مدعاة حبورها
قُضى الامر وأُغلق الدرج وطُويت الاوراق
وغادرت وهي تبحث عن مناديل ورقيه تُجفف بها الرموش الملوثة بقطرات من دمع ِ الحزن الاسود
التعليقات مغلقة.