موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

ثقافة الأوائل ..بقلم/ محمد عبد المرضي منصور

317

يختلف المتسابقون في المسابقات الرياضية في السن ولو بأيامٍ قليلة، كما يختلفون في الطول، ويختلفون أيضا في الحجم واللون- تأثير الشمس على صاحب البشرة البيضاء يختلف عن تأثيرها على صاحب البشرة السمراء- والوزن العام ووزن العظام منفردة وحجم الكِلَى وتناسبها الدقيق مع الجسم، ويختلفون في معظم الجينات الوراثية، كما يختلفون في الظروف التي عاشوا فيها وأثرت عليهم جسديا ونفسيا…إلخ؛ لذا ليس مِن المنطق تكريم عدد معين من الأوائل، بل يمكن التكريم طبقًا للمعايير العلمية التي يضعها العلماء على أساس نسبة الاجتهاد.

لماذا لا نُكرِّم الرياضيين في مسابقات الجري الذين يصِلون إلي خط النهاية في الزمن الرسمي الذي يضعه العلماء طبقا للمعايير العلمية لفئة المتسابقين، وبصَرْفِ النظر عن عدد الناجحين كثروا أو قلّوا، ودون ترتيب!.
وكذلك تكريم طلاب المدارس والجامعات لفئة امتياز؛ وليس عددا محددا للأوائل، وكذلك دون ترتيب.

ولماذا لا يُكرَّم طالب الثانوية العامة أو طالب في التعليم الأساسي حصل على تسعين بالمئة وترتيبه رقم عشرين في مدرسته؛ في حين يكرَّم طالب آخر في مدرسة أخرى حصل على مجموع خمس وثمانين بالمئة وهو الأول في مدرسته!، وربما تكونان المدرستان في مدينة واحدة، والقائم بتكريم العشرة الأوائل من كل مدرسة هو رئيس مجلس المدينة، مع العِلم أنَّ الامتحانات موحدة على مستوى المركز أو الدولة.

وعندما يكون التكريم لفئة امتياز تتضح مجهودات المدارس أو الجامعات أو المؤسسات في عدد المتفوقين؛ ولكن تكريم الأوائل بصرف النظر عن مستواهم هو أمرٌ غير منطقي.
فالهدف هو العدل ونبذ الكراهية ودحض الظُّلْم؛ فتربية الأطفال على فِكرة أنْ يُنافسوا على المراكز الأولى في الفصل أو المدرسة ربما تغرس في كلٍ منهم كره الباقين وتمني الفشل لهم حتى يستطيع اجتيازهم.
ومن الأجدر تربية النشء على فكرة النجاح الكامل في حياته؛ أي الحصول على الدرجات النهائية، وتمني ذلك لجميع زملائه حيث لا مجال للصراع على الكراسي أو الألقاب، فمعيار النجاح هو حصول الطالب على تقدير امتياز- النسبة المئوية الموضوعة علميا- هو دليل امتيازه في الدراسة.

الاختيار الاضطراري
اختيار الطلاب لكليات القمة كما نسمِّيها هو اختيار اضطراري؛ أما التكريم فهو أمرٌ اختياري.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه]. وهذا ما نهدف إليه جميعا، ونهدف إلى غرسه في نفوس الأجيال القادمة.

لما سبق يتضح أن الألقاب مثل الأول والثاني والثالث…وغيرها وتكريم عدد محدد بغض النظر عن جهد الباقين ونسبة أدائهم لعملهم هو ظلمٌ بيِّن، وقد يدعو إلى الكراهية وتمنى الفشل للغير.
إنها ثقافة متفشية في معظم المجتمعات العربية والأجنبية؛ فالثقافة الحقيقية تهدف إلى العدل والخير والمحبة والنهوض بالنفس وبالغير؛ حتى يرقى المجتمع.

التعليقات مغلقة.