ثقب النيازك بقلم ضي الجلادي
ثقب النيازك بقلم ضي الجلادي
في ليلة ظلماء أشع ضياء خاطف وسط كبد السماء ، كنت ألملم أشلاء حيرتي وأنا أتفقد أدراج خزانتي باحثاً عن عقد صنع رباطاً مقدساً بيني وبين ذلك المنزل الذي حفرت أركانه وسط الشريان ، تلاقت حدقتاي وذلك المشهد المهيب ، أسندت رسغاي للنافذة مستنشقاً عبيراً عشش داخل جوفي ليفوح بالدماء ، رفعت رأسي للسماء وانفغر فاهي لأستغيث ، لأصرخ ، لأتألم ، إلا أن أخي مزق جلباب السكون ليقتحم عالمي بدهاء ، أتراه ثبر أغواري؟؟؟؟ لا أدري .
دلف إلى غرفتي بوجهه المتبسم البهي ، إنه يعلم ما يعتمل صدري الأنان ، حاذاني بهدوء قائلاً (لا تقلق يا أخي….هناك أمل في هذه الحياة….قد يكون منزلنا الصغير قد سلب من بين أيدينا وفقدنا كل ما نملك بما في ذلك عائلتنا المصون التي لطالما أكننا لها الحب والإخلاص وما كان منها إلا أن زجت بنا للخلاء…يعتقد الجميع بأننا منعمون وسط رحاب الدنيا إلا أنهم سهوا عن ماهية الأمور….) لم أتمكن من كبح جماح غيظي لأنفجر في وجهه عقب تسديد ذخائري تجاه مقلتيه ( منعمون؟؟..وأي نعيم هذا يا أحمد؟؟؟..ألم تلاحظ أن لعنة السماء قد حلت علي دونما مغيث؟؟؟…تأتي الكوارث تباعاً لترقد فوق كاهلي فتبيت العبرات منسكبة لتغدقني بثخنى الآهات….لم أعد أستطيع التحمل يا أخي…ضااااق صدري…سئمت الملامة التي لا تنفك عن تجويف كبدي…قلبي…قلبييييي…ألست بإنسان؟؟؟..يجب أن أنهي هذه الحياة…..) لم أتمالك فيض المشاعر الذي انتابني فجاءة لأجد نفسي أحلق في سماء اللاوعي .
هذا غريب ، أشعر بالدفيء إلا أن صقيعاً مريحاً أخذ يجول طرقاته بحثاً عن مثواي الأخير ، لم أهلك بعد لكنني تركت عالم النجوم ، إذاً ما الأمر؟؟؟ جسدي يطفو داخل ثقب أسود ليخرج عنوة من هوة الآلام ، جل ما أعيه الآن هو صوت صراخ أخي الذي واتاني من ذلك الثقب الذي اعتلى أحزاني ، سمعته يقول بأسى (خااااالد….لاااااا…أخييييي…..)
لماذا اختفى صوته؟؟؟ أم أن هناك أخريات قد خالطته؟؟؟ لماذا أشعر بالحسرة تلتهم مآقيَّ وبالندم يعتصر وجداني المرير؟؟؟ هل فات الأوان ي أحمد؟؟؟ إسحبني ، أنقذني قبل أن يرتطم رأسي وأتيه ، لا تدع نيازك الدنيا تفتك بأخيك .
يتبع………
التعليقات مغلقة.