” ثلاثية ملاحم ” ق ق ج بقلم/ نزار الحاج علي
أُلفة
تشعر أنّ أحدهم يراقبك باستمرار، قد يبدو لك الأمر غريباً في البداية؛ تطفئ الأنوار حتى لا يراك أحد، لكن يراودك إحساسٌ بأن أحدهم ما زال مستيقظاً في داخلك.
عندما تنهض من السرير، وقبل أن تغادر، تودّع الذئب الذي كان يتجول معك ليلة البارحة.
عند الصباح
تتناول جرعتك اليومية من ” لا يهمّ، ليست مشكلةً ” ثمّ تنطلق مثل سهم.
وها أنت ذا ودون أن تلتفت، تقتنص زهرة عجيبة لا ينظرُ إليها أحد.
تتسائل بينك وبين نفسك:
_هل سأجدني هناك؟ فتبدأ بقطف البتلات.
وقبل أن تسقطها في منتصف الطريق، يصدر منها أصوات ضحكات أطفال، وبكاء عبيد، وعواء ذئاب…إنها مثلنا…عندما لا يراها أحد.
عند اكتمال القمر
تسقط في غرفة مليئة بالمرايا، تتأكد عندها من ألاف العيون التي تراقبك؛ تكتشف أنك محبوس خارج شرنقة… ترجع رأسك للوراء ثم تضغط على الدوّاسة، تراقب إسفلت الطريق، و إشارات المرور، حقول الألغام، نشرات الأخبار و أصوات الباعة المتجولين، ضحكات العاهرات..أنت الآن في الخارج، وأنت من لديك المفاتيح…تطفئ الأنوار…تغمض عينيك…ثم تبدأ بالعواء.
التعليقات مغلقة.