ثورة القلب
شهرزاد فايزة المياني
حقيقية أنا كعملة نادرة من زمن غابر موغل في الدهشة ، غير قابلة للصرف ، غير أنها باهظة القيمة ! ليست من هذا الزمن و لا يمكن تداولها ، و لا يعرف قيمتها السواد الأعظم ، عاجزة عن مواكبة تلك البروتوكولات الغبية التي تكبل ضحكة خالصة حين تطرق السعادة أبواب القلب ، هل تكتم ضحكة قلبي الطفل حين يركن إلى جوارك ؟ انا غبية لا يمكنني أن أفهم كيف أسيطر على مشاعري عندما أغار ، و تلك الأخرى تحاول استفزازي بتمايلها عليك كأنما ستنام على كتفك ! أغضب كريح عاصف فأصفعها دون إنذار و لتستعر الحرب بعدها ، لا أبالي غير أني لست أتنازل عنك ، اغضب لثورتي ، ثر لغيرتي ، سمني همجية… عشوائية … بدائية … أو ربما ساذجة غبية ! لكن متى كانت المشاعر تخضع للقوانين ؟ متي أطرتها بروتوكولات أو إتيكيت ، تبا لتلك الكلمات التي تكتم فوهة صدري البركان تحت ادعاء ضبط النفس و تلك الهراءات التي يتفوه بها علماء النفس ! متى كان الحنين أخرسا ؟ أليس ينفجر في صرخة عند عناق ؟ أليس يصرخ من دمعة محب مشتاق ؟ أليس يؤجج المهج فتفيض الأحداق ؟ أنا أكفر بالصمت إلا معك ، هو معك وحدك يملك كامل هيبته و معناه ، فأحسن الاستقبال و الإنصات ، فيخضع قلبي دون مقاومة ، أنا غضوبة كفرس جموح يحاولون تكبيلها إذ أغار ، ذلك الجنون بعضي و بعض حنيني و لهفي ، هنا فلتصمت الريح و لتغرب الشمس لتسمعا أشواقي ، و لتنحن الأرض تحت قدمي إذعانا لاحتجاجي ! همجية مشاعري _ أعرف – لكن لو هذبتها لقتلتها ، أو صارت باهته كخبز بارد أنضجه الظل ! أنا امتداد لنفسي ، حزني جزء من تكويني ، و غيرتي شمس بجبيني ، أرفض صمتا يكبل ترنيمي ! في هذا الكون الواسع ، توجد مثلي امرأة واحدة ، هي نفسي ، ترويض الشوق بعرفي جريمة _ لا أغفرها _ يهواك جنوني ، دعه بصورته البكر ، حاول أن تتفهم أن الغيرة ليست شكا ، أن الصرخة ليست سبا ، أن الدفعة ليست رفضا ، إنما حب ضج القلب لفورانه ، فاهتز كياني بأركانه ، لكني حين يداك تهدئني سأغفو ، سيغرب كل جنوني و يخبو ، لأني بين يديك كطفل يحبو ، هل يملك قلبي الطفل إلا أن يهفو !
التعليقات مغلقة.