ثَمَنُ الْجَنَّة…أبومازن عبدالكافي
لا إله إلا الله، محمد رسول الله.
يارب إن لم تكتب لي النجاة، فاكتب لي الشهادة، وارزقني الصبر واصرف عني الجزع، وابعد عني الشيطان،.
يارب أناجيك من تحت ركام بيتنا، ولا أعلم شيئا عن وإخوتي وأمي وأبي، كنت نائما واستيقظت على صوت القصف، فاختبأت تحت مكتبي الصغير الذي اشتراه لي أبي للمذاكرة تشجيعا لي،،، ترى أين أبي الآن؟
كانت أمي وإخوتي في الحجرة المجاورة تقرأ أمي القرآن ويرددون بعدها. وكنت معهم، ثم غلبني النعاس فاستأذنت أمي ودخلت حجرتي وخلدت إلى النوم الذي قلما يزور أعيننا في خضم هذه الأحداث الدامية.
أبي كان بالخارج، يبحث لنا عن طعام وماء وشمع للإضاءة.
أمي.. إخوتي.. ترى هل أنتم أحياء؟!
ماذا أفعل الآن في تلك الكتل الصخرية التي أمام هذا المكتب؟!
لا أرى شعاع نور.. ألم تشرق الشمش بعد؟!
اللهم ليس لي سواك أدعوه، وألتمس منه العون والمدد.
أولادي وزوجتي هنا تحت الركام، بالله يا شباب ساعدوني للبحث عنهم، أزيلوا معي هذه الكتل من البناء، لعلنا نجدهم أحياء.
أبي.. أبي.. أبي ي ي ي…..
أسمع صوت أبي ….
أنا هنا يا أبي ي ي ي ….
ياشباب هيا بقوة الله هيا، أسمع صوت ابني عمر من هنا….
حبيبي عمر اصبر يابابا، لا تخاف…
انزاحت الكتل الخرسانية بفضل الله، أخرجني أبي ومجموعة الشباب، كنت بفضل الله سالما، سقوني ماءً وأخذوني بعيدا، ثم استأنفوا البحث.
بعد مرور ساعتين، أخرجوا أمي وإخوتي الثلاثة، لكنهم خرجوا شهداء.
أخذني أبي وهو يحمل أختي رقية الرضيعة بيديه، والشباب يحملون صهيب وبلال وأمي على نقالات.
صلي بنا أبي عليهم الجنازة، وتم دفنهم، والدعاء لهم، ثم ضمني أبي إلى صدره وقال:
لا تحزن يابني، لقد سبقونا إلى الجنة.
أكتوبر 2023م.
التعليقات مغلقة.