موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

جاسوس الشمبانيا الحقيقة والظلال… د.أحمد دبيان

239

جاسوس الشمبانيا الحقيقة والظلال

د.أحمد دبيان

فى الخمسينات من القرن العشرين وبعد هزيمة الجيوش العربية المهينة بالخيانة فى فلسطين أدركت الجيوش العربية وأكبرها مصر والعراق وسوريا أن الخيانة ومصادر السلاح كانت أحد أكبر أسباب الهزيمة .

ومع تكشف الوثائق والمعلومات فى علم التاريخ الديناميكي المتجدد نكتشف أن تعاون الجيش المصري مع الخبراء الألمان قد بدأ مبكراً جداً حتى ما قبل ثورة يوليو عام ١٩٥٢ ، فتم إستقدام مستشارين ألمان للجيش المصرى ولكنهم لم يستمروا طويلا حيث أن الإحتلال الإنجليزى وقاعدته فى قناة السويس وكونه المصدر الأساسى لتسليح الجيش المصرى المحدود وقتها مارس ضغوطه على الجيش وازداد قمعه فى مدن القناة بعد إلغاء معاهدة ١٩٣٦ .

ضاق أيضاً الفريق حيدر باشا وزير الحربية بهؤلاء المستشارين وكان من ضمنهم الجنرال فيلهم فاهرمباكر والكابتن ثيودور فون بيختولدشيم ، والماجور جنرال أوسكار مونزل وجيرهارد ميرتينس .

عمل فاهرمباكر والذى كان مسجوناً فى فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية حتى عام ١٩٥٠ ، كبيراً لمستشارى الجيش المصرى وكانت مهمته تحديث الجيش المصرى .

وقد تم تكليف بيختولدشيم بتحديث سلاح البحرية وتم تكليف مونزل قائد البانزر السابق بتحديث سلاح الفرسان ( المدرعات ) أما جيرهارد ميرتينيس فتم تكليفه بإنشاء وحدة المظلات .

فى الوقت ذاته تم تكليف فريق من ألمانيا الغربية بتحديث صناعات الجيش المصرى كان على رأسه الدكتور فيلهم فوس .

تم تكليف الدكتور فيلهم فوس بتصنيع صواريخ ذات رؤوس صغيرة لصالح الجيش المصرى وحيث انه كان محدود الخبرة بصناعة الصواريخ فاستعان بالهر فولنر لتوظيف عدد من علماء الصواريخ الألمان.

ضاقت القيادات القديمة للجيش المصرى بهؤلاء الخبراء وكان الفريق حيدر وزير الحربية لا يكف عن الشكوى منهم معتبراً أنهم يتدخلون فى إختصاصاته ، وربما كان هذا هو التعاون المبكر بين الجيش المصرى والخبراء الألمان قبل ثورة يوليو حيث تم الإستغناء عن خدمات هؤلاء الخبراء بعد فشل تحليق تجريبى لأحد الصواريخ بدايات عام ١٩٥٢ .

عام ١٩٦٠ كان البداية الحقيقية لبرنامج الصواريخ المصرية والذى كرس له الرئيس جمال عبد الناصر الموارد ليكون ذراع مصر الطولى .

إستقدمت القيادة المصرية الخبراء الألمان مرة أخرى ، وتمت صناعة النماذج الأولية التى تطورت لصواريخ القاهر والظافر والرائد والتى بلغ مدى أقصاها حوالى ٦٥٠ كم ورغم عيوب فى أنظمة التوجيه كان العمل يتم حثيثا على تصويبها وتقليل معامل الخطأ التوجيهى فيها .

هنا شعرت إسرائيل بالخطر فأعادت تنشيط جاسوسها فولفجانج لوتز الشهير بجاسوس الشمبانيا .
وكان سر التسمية التي أطلقها الموساد على ذلك الجاسوس، يعود إلى أنه كان مولعا بوجه خاص، بالشمبانيا، وكان يستمتع كثيرا بالسهر، ويغشى المنتديات والأماكن الراقية، يتناول الشمبانيا ويفرط في تناولها، بل وكان أيضا يغدق على معارفه ويمنحهم صناديق من الشمبانيا على سبيل الهدايا، في استعراض لثرائه وذوقه الرفيع، وجذبا لهم لمعاونته في أهدافه الخفية.
“جاسوس الشمبانيا” اسمه الحقيقي هو زئيف جور آري. وهو يهودي (من جهة الأم) من أصل ألماني، هاجر إلى فلسطين مع أسرته عام 1933 مع صعود هتلر إلى السلطة، وخدم في صفوف الجيش البريطاني هناك ثم التحق بالجيش الإسرائيلي بعد قيام إسرائيل، ثم تلقى تدريبا خاصا في الموساد إلى أن جاء وقت الاستفادة من قدراته فأرسل عام 1960 إلى ألمانيا الغربية حيث طلب الحصول على الجنسية وحصل عليها بالفعل ثم وصل إلى مصر في العام التالي تحت اسم فولفجانج لوتز.

كانت إسرائيل تشعر بقلق شديد في تلك الفترة من مساهمة عدد من العلماء الألمان في تطوير برنامج مصري للصواريخ. وأرسلت عددا من عملائها منهم “لوتز” لتهديد هؤلاء العلماء واغتيال بعضهم إذا لزم الأمر لثنيهم عن العمل في مصر.
والقصة بعد ذلك معروفة حول الخطابات الملغومة التي أرسلها عملاء إسرائيل إلى العلماء الألمان وما أشاعته من رعب بينهم دفع معظمهم للمغادرة.

كان غطاء لوتز أنه أولا ألماني (كان أشقر وأزرق العينين ولم يتعرض للختان شأن اليهود)، وثانيا ما رواه بإقناع من أنه كان ضابطا سابقا في الجيش الألماني النازي ثم هاجر بعد الحرب إلى استراليا وهناك جمع ثروة من تربية الخيول.
وقد افتتح ناديا لركوب الخيل في ضاحية المعادي الراقية في القاهرة، وأصبح يستورد كميات كبيرة من الشمبانيا الفرنسية ويقيم الحفلات ويغدق فيها على ضيوفه من المدنيين والعسكريين المقربين من السلطة.

عندما ساءت علاقات ألمانيا الغربية مع مصر بسبب موقف ألمانيا الغربية الداعم لأمريكا والمعادي لعلاقة ألمانيا الشرقية مع مصر بسبب العمليات الاستخبارية التي تحيكها مخابرات ألمانيا الغربية مع الس أي يه في عام 1964 قام عبد الناصر بإصدار قراره بإعتقال ثلاثين عالم من ألمانيا الغربية كانوا يعيشون في مصر آنذاك من بينهم لوتز وعائلته وتم التحقيق معه ومع زوجته وولديه وتبين أنه نقل معلومات بالغة الأهمية عن صواريخ سام التي كانت مصر قد نشرتها في منطقة الإسماعيلية وقد صورها لوتز بكاميرا صغيرة كان يخفيها في فيلته التي إستأجرها في مصر الجديدة، وكان يصر في بداية التحقيقات أنه مواطن وضابط ألماني يتجسس لحساب الموساد إلا أن المحامي الذي تم تعيينه له هو الذي كشف أنه مواطن إسرائيلي، بعد محاكمته في مصر حكم عليه بالسجن مدى الحياة، وعلى زوجته بالسجن لمدة ثلاثة سنوات إلا أنه تم إطلاق سراحهما بعد ثلاث سنوات فقط ليتم مبادلته بـ 500 ضابط مصري من الذين تم أسرهم في حرب 1967. بعدها غادر لوتز متجها إلى تل أبيب هو وزوجته وهناك قام بتأليف كتاب عنوانه “جاسوس الشامبانيا” الذي حقق نجاحا باهرا واعترفت إسرائيل بأنه كان جاسوس لها.
في عام 1978 سافر لوتز إلى ميونخ وكان يعيش بمبلغ 200 دولار كمعاش تقاعدي التي كانت إسرائيل تمنحه إياه نظير تجسسه لصالحها. وفي عام 1993 توفي فولفغانغ لوتز وحيدا شاعر بالمرارة في مدينة ميونخ بألمانيا وتم نقله إلى إسرائيل ودفن هناك.

لوتز كان يمثل الغطاء التمويهى للجاسوس الأخطر أوتو سكورزينى .

يمثل العقيد النمساوى أوتو سكورزينى الجاسوس الأخطر فى عملية تعطيل برنامج الصواريخ المصرية وسكورزينى تم ضمه من قبل هتلر لقوات النخبة وكان مهندس عملية تحرير موسيلينى بعد الإنقلاب الذى تم الاطاحة به فيه وسجنه فى إيطاليا .

يعد سكورزينى أخد اهم ضابط مخابرات فى التاريخ وقد سُمّي الرّجل الاكثر خطورة في أوروبا

ولد في فيينا و عُرف أساسا بعمليّاته النّوعيّة لصالح ألمانيا النّازيّة , والتى غالبا ما كانت بأمر مباشر من هتلر نفسه.
نشأ في عائلة نمساويّة من الطّبقة الوسطى ولها ماض عسكريّ طويل.لغته الأمّ ألمانيّة لكنه كان يتقن جيّدا الفرنسيّة,الانجليزية والايطاليّة.نشط في مجموعة من الطّلبة المُعادين للشيوعيّة ثم أصبح مهندسا.

التّشوّهات المعروفة على وجهه كانت نتيجة للرّياضة الطّلّابيّة الرّائجة عند الألمان والنّمساويّين وهي نوع من المبارزة بالسّيف , وهو ماجعل الحلفاء لاحقا يطلقون عليه تسمية “سكارفيس‪” ‬اي الوجه ذو النّدبات , وهو كذلك اسم الزعيم الامريكي للمافيا الايطالية بشيكاغو في العشرينات.
انضم الى الحزب النازي في ١٩٣١ ثم الى فرق الهجوم ‪”‬الأس اي” ولعب دورا في عملية ضم النمسا وذلك بحماية الرئيس النمساوي من بعض النازيين الذين حاولوا قتله.تطوع في سلاح الجو لكن تم رفضه لتجاوزه السّنّ المحدّدة,فانضمّ الى الأس أس في فرقة درّاجات ناريّة ثمّ الفرقة الأولى للحرّاس الشّخصيّين لهتلر..اشتعل نجمه بعد نجاحه في عمليّة انقاذ موسوليني من سجنه في ايطاليا عام ١٩٤٣ بمعونة “الشّياطين الخضر” وهم مظلّيو النّخبة الألمان الذين سبّبوا المتاعب للحلفاء في الحرب بفضل قدرتهم القتاليّة وازياء التّخفّي المثاليّة.أُرسل في نفس السنة الى فرنسا بهوية مزيّفة للتّأكّد من سلامة الماريشال الفرنسي “بيتان” خشية اختطافه من الانقليز..شارك كذلك في عمليّة ‪”‬روسلسبرونغ” في ١٩٤٤ الهادفة للقبض على “تيتو” الزعيم الشيوعي اليوغسلافي بغاية بثّ البلبة في صفوف الحركة الشيوعية اليوغسلافية,لكن “تيتو” نجح في الفرار وفشلت العملية مما دفع “سكورزيني” الى تداركها سريعا.
امّا اكبر عمليّة مدوّية فهي عملية‪ ‬النسر الاسطوري ذو الاربع قوائم حيث قام بتكوين مجموعة من الجنود الألمان بأزياء وهويّة أمريكية خلف صفوف الحلفاء في معركة الأردين في ديسمبر 1944 مما خلق ارتباكا وخسائرا كبرى لديهم اضافة الى المعلومات الخاطئة المُسرّبة لهم,حتى ان القوات الامريكية شكّت في انّه سيغتال الجنرال “أيزنهاور” قائد الحلفاء بأوروبا.
وفي نهايات الحرب‪ , ‬اصبح ذو رتبة عالية ونال وسام الفارس بأوراق البلّوط اعترافا له بانجازاته‪. ‬باستسلام المانيا قُبض عليه ووجهت اليه تهم تجاوز قوانين الحرب باستعمال ازياء خاطئة لكن سقط ذلك بعد اعتراف الانقليز باستعمالهم لنفس الطريقة لتحرير بعض السجناء من فرنسا..نجح “سكورزيني” اثر ذلك في الفرار الى اسبانيا تحت حكم “فرانكو” اين اصبح مسؤولا عن الكنز الحربي النازي الذي كوّنه “مارتن بورمان” مستشار هتلر, دون علم الفوهرر. تحوّلت منظّمة ‪”‬الأخوية” التي كونها “أوتو سكورزيني” الى منظمة “أوديسا” او منظمة قدماء الأس أس التي تكفلت بالتصرّف في اموال وممتلكات اعضاء الأس أس وتأمين حياتهم المستقبليّة‪. ‬عام ١٩٥٣ أُرسل “سكورزيني” من قبل الجنرال السابق للاستخبارات الالمانية في الشرق “راينهارد غيلن” الى مصر كي يصبح مستشارا عسكريا للجنرال “محمّد نجيب” ثم للرئيس جمال عبد الناصر لاحقاً مع عدة جنرالات وقادة نازيين آخرين واطباء واعضاء من الجستابو ‪ , ‬ساهموا كلهم في هيكلة قوات الجيش والشرطة في مصر اضافة الى تدريب اولى مجموعات الكوماندو الفلسطينية.في سنة ١٩٦٣ علم جهاز الاستخبارات الصهيوني ‪”‬الموساد” ان احد عملائه يقوم بحماية العلماء الألمان العاملين لصالح مصر‪.‬

هنا وبعد عملية إختطاف أودولف إيخمان الضابط النازى السابق فى الأرجنتين شعر كل النازيين بالتهديد وكان ضمنهم سكورزينى والذى استخدم الموساد هذه الدعاية لذراعه الطويلة .

اجبر الموساد حسب ما أورد ضابط الموساد الإسرائيلى رافى إيتان “سكورزيني” على العمل لصالحه او قتله فتعاون معهم في الكشف عن عدة معلومات حول برنامج البحث العلمي المصري والعلماء الألمان ما ساهم فى إغتيال وهروب العديد منهم من مصر .

ورغم وفاته عام ١٩٧٥ بمرض سرطان الرئة سار كل أصدقائه السابقين وضمنهم من عمل فى برنامج الصواريخ المصرى فى جنازته وحيوه بالتحية النازية دون أن يدركوا انه كان المصدر الأساسى للمعلومات التى أودت بحياة رفاقهم وكادت أن تكلفهم حياتهم شخصيا.

التعليقات مغلقة.