موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

جبران خليل جبران الجزء الأول من حياته وأدبة وأثر القرآن الكريم في أسلوبه بقلم رجاء أحمد

177

جبران خليل جبران الجزء الأول من حياته وأدبة وأثر القرآن الكريم في أسلوبه بقلم رجاء أحمد

مبدع…عانقت مخيلته العالم بالأفكار الروحانية ، وفلسفة المحبّة ، وشاعريّة الحكمة ، والدعوة الموصولة إلى تعزيز سَمْت الإنسان وتكريمه من خلال ما هو مشتركٌ بين قِيَم الأديان السماويّة…تحوّل إلى رمز إنسانيّ عااام…
خلطةٌ عجيبةٌ من الشعر والإحياء اللغويّ والتصوّف الأسطوريّ وفلسفة بناء الروح وهندسة المَحبّة ….
أعطني الناي وغنِّ .. فالغنا سرّ الخلود ….
وأنين الناي يبقى .. بعد أن يفنى الوجود …
هل تَخَذت الغابَ مثلي … منزلاً دون القصور
فتتبّعتَ السواقي ….. وتسلّقتَ الصخور …
هل تحمّمْتَ بعطر …. وتنشّفتَ بنور………
وشربتَ الفجرَ خمراً …في كؤوس من أثير
أعطني النايَ وغنِّ …. وانْسَ داءً ودواء
إنّما الناسُ سطورٌ … كُتبت … لكنْ بماء….
…….
جبران خليل جبران (٦ يناير ١٩٣١ – ١٠ أبريل ١٨٨٣ م ) . شاعر وكاتب ورسام لبنانيّ من أدباء وشعراء المهجر ، ولد في بلدة بشِرّي في شمال لبنان ، ونشأ فقيرًا ، ولم يتلقَ التعليم الرسميّ خلال شبابه ، لأنه هاجر صَبيًا مع عائلته إلى الولايات المتحدة الأمريكيّة ، ليدرسَ الأدب ، ولِيبدأَ مسيرته الأدبيّة ، والكتابة باللغتين العربيّة والإنجليزيّة ….
يُعدّ جبران خليل جبران من كبار شعراء وأدباء المهجر ، ومن أوسعهم حضورًا في ضمير عصره ، حيث يستطلع حقائقَ الوجود ، ويقرّرها ببعض الحِدّة والانفعال… ويتّسم أدبُه بالروحانيّة الشاملة . عانقَ خيالُه الرومانسيّ في الطبيعة أسرارًا عميقة ، ونظر للوجود نظرة واجمة سوداء ….
حبّه للطبيعة كان له أثر كبير في بناء شخصيته ، هي ينبوع شعره وإلهامه…. نفذ أدبُه إلى صميم الحياة ، وذلك بفضل تأمّلِه الدائم في الطبيعة ، وملاحظته الدقيقة للحياة ، كان يظلّ الساعات الطويلة يحلم بين مناظر الطبيعة ، ويتفهّم أسرار جمالها… وهذا ما نَلْمسه في قصيدته الجميلة ( المواكب ) التي تجسّدت فيها كلّ المعاني الخالدة والخلجات الصادقة الدافئة….
أحبّ جبران الليل ، لأنه مُلئ بالأسرار وأفرط بوصفه ؛ فخواطره تثور في هَدْأَة الكون حين تبدو الظلمات مشوبةً بأضواء شاحبة في طريقها إلى الفناء ، وهذا الفناء هو من يذكي الشعور بالموت ، ويفتح أمام الشاعر نوافذ الأحلام ، لأنّ الحقائق تتجلّى على مسارح الأحلام… يقول في قصيدة سكن الليل :
سكنَ الليلُ وفي ثوب السكون تنتشي الأحلامْ
وسعى البدرُ وللبدر عيونٌ ترصُد الأيام ….
إنّ الليل عند الشعراء الصوفيين يوحي بالانطلاق والتحرّر ؛ لأنّ النهار تتجلّى فيه الموجودات المحدّدة المعالم ، في حين أنّ الليل يمحو هذه الحدود ، فيرتفع ستار الأسرار عن النفس بالإشراق الروحيّ والأحلام…..
وجبران هو من أكبر الشعراء الذين وضعوا أساس الرومانسيّة الجديدة في الأدب العربيّ . وصوره الجماليّة الفنيّة أكثرها مشتقّة ومستمَدّة من الجوّ الذي كان يعيش فيه بالفعل والوجدان… وشعره ينبض بالخمرة ، ليس التي نعرفها ، بل الخمرة الصوفية التي تغنّى بها ابن الفارض من قبله ، وهذا ما نلمحه ونجده بوضوح في كتابه ( النبيّ ) .
نحسّ ونحن نقرؤه بأننا اقتربنا من هذا الأسلوب النبويّ الذي يتقمّص فيه صاحبه شخص المُوحَى إليه بأسرار الحياة . فهو يرمز في الشعر المنثور ببدائع الخيال والوجدان عن القيم الروحيّة العُليا…..
يمكننا القول أن أدب جبران خليل جبران هو مناخ صوفيّ يحول الشعر إلى عالم يُرَقّدُه الوجد والشوق والحنين….
فِكرُ جبران روحانيّ بالشكلِ والتعبيرِ والمضمون …
كان جبران مؤمِنًا بالله رغم أنّه انتقدَ المؤسّسةَ الدينيّة ورجالَها ( الأجنحةُ المتكسِّرةُ ). ثارَ على السلوكِ ولم يَـثُر على التعاليم ( الأرواحُ المتمرِّدةُ )….
مِن كُتبِ جبران يَفوحُ عِطرُ الروحِ أكثرَ مِمّا يَفوح من بعضِ الكتبِ الدينيّة . وينطبِقُ عليه ما أوصانا هو به :
( ليست حقيقةُ الإنسانِ بما يُظهِرُه لك ، بل بما لا يستطيعُ أنْ يُظهِرَه ، لذلك إذا أردتَ أنْ تعرِفَه فلا تُصغِ إلى ما يقولُ ، بل إلى ما لا يقول ، وها إني أخْبرتُكم بما لم يَستطِعْ أَن يقُوله )…
لقد فتح جبران في الشعر أفقًا جديدًا يتيح للشاعر أن يشدّه الشوق لمعرفة الأسرار ، وأن يبدع شكلًا جديدًا لما يحيط به….وهذه من سمات نبوغه تُحسب له من بين المبدعين….

مقتطفات من إبداعاته وحكمه سجلتها من كتابه النبيّ والتي تصنع له بصمةً رائدة في عالم الإبداع والنبوغ ….
أليست القيثارة التي تسكن لها نفوسكم هي هي قطعة الخشب التي حفرتها سكين؟…..
إنكم لتستطيعون أن تكتموا صوت الطبول وترخوا أوتار القيثار ، ولكن من منكم له أن يأمر البلبل أن يكف عن التغريد …..
إذا أمسك صديقك عن الكلام ، ظلّ قلبك يُصغي إلى حديث قلبه ، ففي الصداقة تنبعث الأفكار والرّغبات والأماني جميعًا في صمت ، وتشارك فيها النفوس في بهجة مضمرة……
دعوا الحاضر يعانق الماضي بالذكرى والغد بالحنين…….
إنّ الجمال هو الحياة ساعةَ تكشف عن وجهها القدسيّ….

إلى اللقاء في الجزء الثاني من حياته وأدبه وأثر القرآن الكريم في أسلوبه …
دمتم بخير مع أجمل التحايا

التعليقات مغلقة.