جحر الكوبرا
بقلم ضي الجلادين
لا لا لا..لقد انقطعت أنفاسي…ما عدت بقادر على مزايلة الركض…ماذا سأفعل الآن يا إلهي؟…بت حبيس دهاليز مستنقع مقيت هال لرؤيتي فأعماني عن الطريق…إن عثر عليَّ ذلك الشيء فستبلغ لعناتي سماء الكوبرا التي ضقت ذرعًا بها وبأسطورتها…ليتني ما أقدمت على هكذا حمق…لم أجني سوى التيه والخذلان…عليَّ الخروج من هنا على الفور) عاد مورتيم يجوب الأغوار ممنيًا نفسه ببريق أمل يلوح في الأرجاء يدلي به لكوة النجاة ، تسارعت ساقاه وخفقت أنفاسه مناجيًا الغيث والغمام ، تعاظم اللهاث وانهالت عبراته وقد سد رسغه هوة آلت للصراخ والنحيب ، أوشكت الشعلة على الضياع لتترك له الجنون وقد طال العنان مُتملصًا من رحى الأقدار .
الجو بارد ، الوحدة تكاد تحيط به فلا سلام ولا وئام ، أصبح ملاحقًا من كائن غريب علم غاليته ، أدرك مورتيم جيدًا أن الدرب الذي سلكه لا مجال لعبوره مرة أخرى ، وإن فعل تقفى الأخير رائحة حذائه الموحل، ليته لم يطأ تلك البركة النتنة ، إلا أن أوان الندم قد فات ولا مناص من الإفلات .
وعنوة شلت حركة مغامر أرض الكوبرا أمام تمثال عملاق تجسد محياه في صورة رأس ذي شعر تشكل من الثعابين المهاجمة، نال منه الإعياء ليتداعى الأخير وسط عالم اللاوعي ، جهل كنه ما انتصب مجابهًا لأحلامه وترانيم عذابه وقال بعجز :(ممممما هذا؟…أيعقل أن تكون…هل أنا الآن في……) عندها وقبل أن يتم البائس عبارته دبت الحياة داخل الحجارة لينفجر الوحل منها وينطلق فحيح الثعابين متربصًا ببشري اقتحم أرضًا حُظرت عليهم منذ آلاف السنين ، لقد أخل بالعهد الذي جرى بين حاكم القرية ورأس الحية ليبدأ الزمان بتسطير نهاية حيكت في الآفاق بحروف تلبدت أسماها بالذعر والانتقام .
قبض مورتيم على قوسه متأهبًا وقد شهر الشعلة لتتكشف له أنياب الحيايى وقد أحاطت بمربضه معلنة النهاية فلا ملاذ ولا صديق يهلل بالأمل والنجاة .
ترى هل حلت عاقبة الأمور ليُسجن عدَّاء القرية داخل جمجمة عملاق فان أم أن ذلك الصياد سمع ما حيك فكان منه ما هو آت ؟
التعليقات مغلقة.