موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

جديد في جديد…بقلم دمحمد محي الدين إبوبيه

99


جديد في جديد

رشف من كوب القهوة الذي أمامه ثم نظر إلى صديقه وبنبرة بها حدة
:لابد أن اتخذ خطوة ….اليوم لابد أن أوضح ما سيأتي في القادم.. لقد نفد صبري….تحملت الكثير والكثير من أجل
غيري…
فقدحان موعد أن أضع نفسي في مقدمة أولوياتي…دائما أتنحى جانبا حتى يمر الآخرون وأنا لاشئ…لا ألوم أحدا إلا نفسي
…اللعنة على مبادئي…اللعنة على أخلاقي…اللعنة على سذاجتي ….سُحقا لهم جميعا
أنا سأصنع نفسي من جديد…إنسان آخر فرعونيّ الطباع…دكتاتوريّ الهوى…ذاتيّ الهدف…انانيّ المطمع….الكل داس على جثتي حتى ورد مشربه…حذفوا شخصيتي واستبدلوها بشخوصهم…جعلوني أنطق بلسانهم ،أفصح عما بداخلهم هم ولست أنا…الآن يا صديقي سأخطو نحو رغبتي ،سأنطلق بأرضي، بساحتي، بدنياي….سأقدم استقالتي من عملي مبدئيا على طريق التصحيح

ثم سأحذف أرقام هواتف الذين عرفتهم وأستبدلها بأرقام جديدة تروق لي فقط ليست كما كانت تروق لهم ولا تروق لي…كله جديد في جديد…حتى أنت يا صديقي سأستبدلك بآخر

ذهب لعمله وكله حزم وعزم على التغيير…خطا إلى مكتبه، فوجد مالا يتوقعه وجد اثنين من الشئون القانونية ينتظرانه…
في البداية أفهماه أن الأمر بسيط ولا يخشى شيئا…تماسك واطمئن لكلامهما

لكن مع توالي الأسئلة…أحس أن الأمر أخطر مما توقع وعلى شفا نار سيُلقى فيها فتقضي عليه تماما،

الذي ملأه بالمرارة أن كل مايُسأل عنه لم يكن له دخل به بل هي أمور فعلها من أجل الآخرين ولم يجن منها شيئا وهاهي معضلته التي قرر التخلص منها تأتي عليه بالضرر؛
فمن سماحه لبعض الموظفين الذين تحت إمرته بالانصراف مبكرا ،إلى تسهيل بعض الإجراءات الروتينية للعملاء، إلى صرف بعض الأموال لتجاوز الروتينيات الخاصة بالعمل مثل شراء أوراق طباعة وعدم انتظار الصرفية المقررة أو استئجار بعض العمالة لتحميل البضائع لعدم ضياع الوقت والانجاز السريع…كل هذا فعله ليس لنفسه ولكن لمصلحة العمل والعملاء والموظفين الذين يرتبط مرتبهم بعمولة خاصة بتوصيل الطلبيات إلى المتعاملين مع الشركة…لكن الأمر أصبح هو مُدانا فيه بل وصل الأمر لتهمة إهدار مال عام
ورسا التحقيق ومع رأفة المحققين به إلى الايقاف عن العمل وإنذار بالفصل

حدّث نفسه
: أليس هذا ما أريده؟!…لا ..لا.. ليس هذا ما أريده…أيضا ترك العمل بهذا الشكل ليس بإرادتي حتى سبب التحقيق ليس لي دخل فيه…كل هذا أنا مجبر عليه لست صاحب القرار…

تجرع كأس ما حدث بمرارة ، الهواء يلفحه كما شظايا نار جهنم، وفرائصه ترتعد مثلما يفعل زمهرير الشتاء بأوج أوقاته،

أمسك هاتفه يبحث عن أي من زملائه يتحدث معه ينفث عما في جعبته.
..اتصل واتصل ولا أحد يرد على مكالماته فالكل سمع بخبر التحقيق وما حدث فيه وقرار ايقافه عن العمل وانذاره بالفصل والجميع لا يريد أن يظهر معه أو يكون له علاقة به حتى لا يُجرجر معه بالتحقيق.

أليس هذا مايريده أن يمسح من ذاكرة هاتفه كل أرقام زملائه لكن ليس الآن وليس هم من لا يردون على اتصاله بل هو.
لم يبق له إلا صديقه الذي حدثه عن قراراته التي نوى أن يأخذها.
جر رجليه إلى مكان لقائهما الدائم بالقهوة…
انتظره فلم يظهر …اتصل به على الهاتف الجوال، دائما يعطيه مغلق..
عندما أعياه الأمر سأل صبي القهوة.
:(ما شفتش ا.رفعت اللي دايما بيقعد معايا)
:(ليه يا استاذ انت متعرفش!)
:(أعرف ايه؟)
:(دا جالي ودفع كل الحساب اللي عليه علشان سافر الليلة دي للكويت يشتغل ومش راجع)
أُسقط في يديه.
:حتى أنت تركتني ولم أتركك أنا…

التعليقات مغلقة.