جرائم بشعة وسوشيال ميديا قلم أيمن دراوشة
تمر بالمجتمعات العربية موجة من الجرائم البشعة لأسباب تافهة لا يمكن قبولها كمبرر للقتل وإزهاق روح بريئة.
الظروف التي مرت بها بلادنا سواء أكانت سياسية أو اقتصادية أو صحية وأخيرًا اجتماعية، كل ذلك ساعد على ظهور الجرائم والفساد بكافة أشكاله.
وعلينا أن نعترف بأن القضايا الاجتماعية من فساد أخلاقي وإداري وجرائم بشعة والمجاهرة بالمعاصي والكفر … هو انعكاس للمشكلات السابقة، وساهم بالدرجة الأولى في ذلك مواقع التواصل الاجتماعي أو ما يعرف بالسوشيال ميديا، حيث نشاهد كمًّا كبيرًا من الفيديوهات التي تقشعر لها الأبدان، كما نشاهد ونسمع بتفاهات بعض البشر بنشر فيديوهات أقل ما يقال عنها بالفيديوهات السخيفة ومع ذلك نجد من يصفق لها ويشجعها، هذا بالإضافة لفيديوهات الفجور والتشهير والسب والشتم والكلام الإباحي البذيء وتصفية الحسابات، حيث تمنع الجغرافيا أن تصل لشخص ما وتقتله، فيكون السوشيال ميديا هو الحل لتسب وتشتم وتفضح كما شئت، أي مواجهة من خلف الأجهزة الإلكترونية.
ومع ذلك لا نستطيع إنكار من يقدم لنا المادة المفيدة والمعلومة النادرة أو الحديث بالمفيد بشكل عام.
في هذا العصر، أو فلنقل جيل هذا العصر عصر السوشيال ميديا والفن الهابط والثقافة التجارية والتعليم التجاري والإعلام الساقط، كل ذلك ساعد على ظهور كل ما هو مسيء ومريب، حتى فقد أولياء الأمور السيطرة على أبنائهم على مبدأ أن كل الشباب والفتيات يفعلون كما يفعل أبناؤهم، فهذا شيء عادٍ وحق طبيعي برأيهم، وهكذا اختفت الرقابة ومسؤولية الأم والأب عن التربية، حتى إذا وقع المحظور يتهم كلا الوالدين الآخر بسوء التربية، فينتهي ذلك إما بجريمة أو إيذاء أو طلاق ودمار أسرة بأكملها.
في الجرائم الأخيرة التي وقعت في مصر والأردن والتي ما نزال نسمع عن جرائم تشبهها بشاعة وأسلوبًا، لا يمكن لها أن تحدث لو لم يكن هناك تراخ في القانون، وأيضًا توعية الفتيات بعدم قبول أية مساعدة مالية أو معنوية من أي زميل، فالشاب الذي يقدم لزميلته مساعدة يستحيل ألا تكون بدون مقابل، إذًا فالفتاة تتحمل مسؤولية قتلها، خاصة في الجامعات المختلطة.
في الدول المتطورة كالصين مثلا لا نسمع عن هكذا جرائم على الرغم أنَّ عددهم يفوق عدد سكان الوطن العربي بعشرات الملايين، وعلى الرغم من أكلهم للقطط والكلاب والفئران، والسبب أنهم لا يعانون من أمراض نفسية كما يعاني شباب وشابات هذا العصر السيء.
نتمنى لجميع الشعوب العربية الأمن والأمان، وعلينا أن نضع يدنا على الجرح لمعرفة موطن الألم والخلل والحلول المناسبة لإيقاف هذا المسلسل من الجرائم سواء بوضع القوانين الرادعة للمجرمين، ومحاسبة أولئك الذين ينشرون الأكاذيب والإشاعات والفساد الأخلاقي على السوشيال ميديا…
وكلمتي الأخيرة هي أنني أشكر الله سبحانه وتعالى بأنني أعيش في دولة الأمن والأمان والاستقرار قطر الحبيبة والتي ستشهد بطولة كأس العالم بعد أيام معدودة، والأمن والأمان اللذين تتمتع بهما سبب كاف لإقامة هذه البطولة العظيمة على أراضيها بإذنه تعالى.
التعليقات مغلقة.