موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

جريمة الإعلام في حق الأنام: بقلم: حاتم السيد مصيلحي

216

جريمة الإعلام في حق الأنام: بقلم: حاتم السيد مصيلحي

تصدير المشاهد والشواهد السلبية من أكبر الآفات التي تهدد ثقافة مجتمعنا، ظهرت قديما على استحياء من أجل التفكه، وإثارة الضحك غير الهادف، أو بمعنى أصح السخرية من واقع مرير، فزاد الطين بلة، فأخذت عليه لا له، ورسخ في الأذهان المشهد وعمقه في النفوس، ليصبح حقيقة لا تقبل نقضا أو إبراما. ففي السينما نجد مشاهد مسيئة لرجال العلم من المعلمين والمشايخ، فيظهر المعلم في فيلم (غزل البنات) مثلا: بهيئة رثة، تبعث على الغثيان، وتواضع يبعث على الشفقة والإحسان، وفي المقابل مدرب الكلاب في هيئة بهية، وأنفة وكبرياء، معتزا بالدور الذي يؤديه للكلب، وما يتقاضاه من أجر غير مجز، في حين يبدو البؤس والحسرة في وجه المعلم نادبا حظه، في مشهد ساخر حقا، وربما كان القصد لفت الانتباه إلى إنصاف المعلم، ولكن لا حياة لمن تنادي.

وفي مشهد آخر من مشاهد الثلاثية الخالدة للأديب العالمي (نجيب محفوظ) يظهر (السيد أحمد عبد الجواد) وإلى جواره ابنه (كمال) وهو يوبخه ويلعنه عندما علم أنه اختار مدرسة المعلمين العليا؛ ليصبح معلما، محاولا أن يثنيه عن هدفه، ويوجهه إلى الالتحاق بغيرها كالحقوق مثلا، ففيها يتخرج الوزراء،والزعماء، وأصحاب المقامات الرفيعة.
وجاءت مسرحية (مدرسة المشاغبين) التي أحدثت ضجة كبيرة في عالم الضحك ، وأفرزت نجوما كبارا فيما بعد، لهم مالهم وعليهم ماعليهم ، ولكنها نالت من أركان العملية التعليمية كلها، من معلم ، وناظر مدرسة، وتلاميذ، حيث ظهر ثلاثتهم بطريقة مسفة مؤسفة، لما فيها من استهزاء وازدراء للدور التربوي والتعليمي للمدرسة ومعلميها، ومنذ ذلك الحين بدأ العد التنازلي لدور المدرسة والمعلم حتى وصلنا إلى ما نحن عليه الآن.

واستكمالا للدور الهدام للإعلام المرئي، أخذ يلمع كل ماهو مزيف، ووضعه في أطر وهالات مبهرة للصعاليك والمتسكعين، أكسبتهم شهرة ملأت الأسماع والأبصار، حتى باتوا أمل كل ناشيء، وحلم كل طامح أن يكون مثلهم يوما ما

وفي الوقت نفسه تراجع الدور الإصلاحي التربوي، وتوارى معه المصلحون ينادون من مكان سحيق، ألا عباد الله هلموا، فلا يجدون من يسمع، وقد انفضوا إلى أنديتهم غير مهتمين أو مكترثين.
إننا أمام خطر جسيم في ظل التراجع التربوي والقيمي، وغياب دور الأسرة ،والمدرسة ،والمسجد، ينذر بكارثة محققة فيها ضياع جيل كامل، وبالتبعية ضياع أمة بأسرها.

التعليقات مغلقة.