جزء من قصيدة لله أشكو بقلم موسى وحدالله
………
١-هل يُهدمُ اليوم باسم الجهل عمرانُ
وهل سيهوي بِأرض العرب بُنيانُ
٢-إن كان في (الحمرا للرندي) مرثيةٌ
فإن لي في رثاء العرب ديوانُ
٣-فالجاهِلِيَّةُ فاقتْ حدَّ ذُرْوَتِهَا
وعندنا العِلم بالْأَشْيَاءِ فرقانُ
٤- فذاق من ذاق بالحسنى حلاوته
وقد توارى لأهل الشرك قربانُ
٥-وقد رَكبنا سَفينَ البَحرِ ينقِذُنا
فَما استَقام لأهل السفن رُبَّانُ
٦-لو كان للناس فيما كان موعظةٌ
مَا عَانَتْ الْقُدسُ وَالْأَقْصَى وجولانُ
٧-أو كان للعصر في شرع الهدى (عمرُ)
لكانَ للعدلِ بينَ النَّاسِ مِيزَانُ
٨-وما سألنا رغيف الخبز من أحدٍ
وما سقتنا مرار الخزي أزمانُ
٩-وما بَكَيْنَا لِأَرْضٍ جفَّ مَنْبَعُهَا
وكانت الأرض بالأزهار تزدانُ
١٠-لَكِنَّهَا فِي رَحَى الأَحلامِ حَائِرَةٌ
وَمَا وَجدتُ لَهَا فِي العِلمِ تِبْيَانُ
١١-ولا سهرنا على هم يكدرنا
ولا سخطنا على من عندنا هانوا
١٢-لا رغبة في صلاحٍ جاء يرشدنا
ومجمل النصح بالتثبيط خذلان
١٣-ألا صلاحٌ لأرض الشام ينصرها
مِنْ عَابِثٍ قَاتِلٍ رَبَّاهُ شَيطَانُ
١٤-قد أشعل النارَ في أوصالها طمعًا
وقد تمزق باسم الحِقدُ أَركانُ
١٥-في بحر غي ترى الأعلام غارقةً
وَمَا تراءت لذَاكَ البَحر شطآنُ
١٦-يا ويحَ أَرضٍ مضى سُكَّانُهَا هَرَبًا
من موطن كم له في القلب أشجانُ
١٧-يا قسوة الأرض هذي الأرضُ منبتُها
رجالُ علمٍ لهم في الرأي برهان
١٨-غالوا الطفولة واجتثوا براءتها
أثوابُهُمْ في صباح العيد أكفانُ
١٩-يَا دَمْعَةَ الْعَيْنِ سَيلِي واصرَخي أَلمًا
يحيا بأضلعنا وَجدٌ وتَحْنَانُ
٢٠-نَاحَتْ على غربتِنا وديانُ ضَيعَتُنَا
يغدو لهيبًا بذاك الشَّوقِ صَوَانُ
٢١-قَتَلُوا صِبَايَ وجدُّوا فِي مُعَاقَبَتِي
لنا كؤوسُ الآسى والذُّلُ ألوانُ
٢٢-وَاسْتَوْحَشَتْنَا الرُبَى نُحْصِي مَزَارِعَهَا
يفوح مِنْ عطرِهَا مِسكٌ ورَيحانُ
٢٣-والنجمُ في ليلها كم كُنْتُ أَرقُبُهُ
فيها الخَليلُ وإِخوانٌ وجِيرانُ
٢٤-الحربُ كالنَّارِ تَرعى في حُشَاشَتِنا
تذوب من هول تلك الحرب أَبدَانُ
٢٥-وَالدَّهـرُ يَذكُـرُ أَهـوالًا يُعَـدِّدُهـا
والقَلبُ يَمـلؤهُ رُعـبٌ وَأَحزَانُ
٢٦-للأَمنِ فِي شَرعِنَا سَيفٌ وَمَحبَرَةٌ
وَحَارِسٌ سَاهِرٌ لَيلًا ويَقظانُ
٢٧-وأمةٌ تَرعَوي للدين في سُنَنٍ
للعَدلِ في عرفها عَينٌ وآذَانُ
٢٨-ردوا عليّ لباس الأمن لي أملٌ
واستمطروا المزن تحيا فيَّ أوطان
٢٩-فالحربُ نارٌ ستكوي قلبَ داعمِها
تحتَ الثَّرَى يَا رُعَاةَ الحربِ بُركانُ
٣٠-مازلت أحيا على ذكرى تَوَحُّدِنَا
وَالرُّوحُ تَرجُو وذاكَ الْقلبُ ظَمآنُ
٣١-كم عِشتُ فِى غُصَّةٍ وَالْهم أرقني
وَكَم تَهَاوَى بِأَرضِ العرب عُمْرَانُ
٣٢-هل كانَ عَهْدُ الوفَا للهِ غَايَتَنَا
أم كان في شرعِكم ظلمٌ وعدوانُ
٣٣- لله في خلقه شأنٌ دعائمه
عدلٌ وحقٌ وإبداعٌ وإتقانُ
٣٤-فَاخْضَعْ لربّ الْورى إن شئت تزكيةً
فالقرب من شرعه هديٌ وعرفانُ
٣٥-أَجدَادُنَا حَقَّقُوا فَاشْتَدَّ سَاعِدُهُمْ
وطوَّعُوا ما بهمْ للهِ فازْدَانُوا
٣٦-هيًا لنَحفَظَ عهدَ اللهِ فِي سُنَنٍ
سنعتَلي المَجدَ إِنْ صِرنا كما كانُوا
٣٧-فَاصْدَع بِما جَاءَ بِالْقُرآنِ مُقْتَنِعًا
فالشَّرقُ والغَربُ للرَّحمَنِ قد دَانُوا
٣٨-هيا استقيموا لشرع الله وامتثلوا
فَإِنَّما الفَضلُ والْإِحسانُ قُرآنُ
٣٩-ونَرتجِي الْخَيرَ مِنْ ألطافِ رحمته
ربٌ رحيمٌ إِله الكونِ مَنانُ
التعليقات مغلقة.