موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

جسدٌ بلا روح بقلم / هدى منصور

183

جسدٌ بلا روح بقلم / هدى منصور

لقد كانت مدارسنا الحكومية، عبارة عن صرحٍ متكامل، تربوي وعلمي وثقافي ورياضي واجتماعي وصحي…
تعملنا فيها الدين والقيم والمبادئ والأخلاق، علي أيدي معلمين عظماء، أدوا رسالتهم علي أكمل وجه ، حيث تخرج علي أيديهم الأطباء والمهندسين والقضاة والمحامين وغيرهم.
فهم من أناروا عقولنا بعلمهم الغزير، ومهدوا لنا الطريق المنير بإيمانهم الوفير، فقد كانوا قدوة حسنة لنا، نسير على خطاهم المستقيمة ..
لقد مارسنا في هذه المدارس كل أنواع الأنشطة، حيث كانت جداول الحصص، موضوعة بطريقة فنية ذكية، كانت حصصاً علمية وبينهم حصصٌ للأنشطة والألعاب، أما الفسحة فقد كانت كافية للأكل والشرب واللعب والصلاة، بعكس بعض المدارس الآن، التي ألغت الفسحة مما جعل الطلبة تأكل في خِلسة بين الحصص، مما أدى إلى تشتيت انتباهم، وضعف صحتهم.
كنت أعتقد ان هذا الصرح الكبير، لن يتغير بتغير الزمن، لكن مع الأسف تسلل الفساد الأخلاقي إليه، مما أدى إلي زعزعة أركانه ..

وأصبحنا نشاهد أحوالاً غريبة سواء من الطلبة أو المعلمين .. عدم احترام الطلاب لمعلميهم، وتلفظ بعض المدرسين بألفاظ لا تليق بهم ولا بعظمة المكان.

وأصبحت المدراس جسدٍ بلا روح ، بعد انقطاع الاتصال الروحي بين المعلمين وطلابهم، فكل واحد بات في وادٍ .

ونجد أيضا تفشي ظاهرة الغش الإلكتروني بين الطلاب، الذى قد يساعد فيها بعض المعلمين، الذين اساءوا إلي هذه المهنة الجليلة، وذلك من أجل المال، فقد استبدلوا الرخيص بالنفيس ، مما أدى إلي ظهور أجيال معاقة فكرياً، أجيالٌ لا تفقه شيئاً ، أجيالٌ تربت على ان الغش حلال… فماذا ننتظر منهم؟!!!

رسالتي إلى كل معلم آثر الكثير الزائل على القليل الدائم ..
عزيزي المعلم ..
كن أباً ومربياً قبل أن تكون معلماً، اتق الله في الأمانة التي وُضعتْ بين يديك ..
ورسالتي إلى كل أب وأم ،
اغرسوا في نفوس أبنائكم احترام الكبير ومعلميهم ، اغرسوا فيهم أخلاق محمد صلى الله عليه وسلم، معلم البشرية، وهذا يكفي .
علموهم حديث النبي ﷺ : ((من غشنا فليس منا)) ، الذي تربينا عليه وأصبح شعارنا.
أما رسالتي الأخيرة فهي إلى كل مسئول في المنظومة التعليمية، وهي ضرورة مراقبة السلوك الأخلاقي في المدارس، توعية الطلاب والمعلمين عن طريق عمل دورات تربوية مستمرة ، وإعادة كافة الأنشطة المختلفة كما كانت من قبل.
فلا بد من أن نضع أيدينا على نقاط الضعف في المدارس، لإيجاد حلول سريعة ومناسبة لكل العقبات التي تمر بها المنظومة التعليمية، وذلك لإنقاذ الأجيال القادمة، فنحن نريد أجيالاً راسخة دينيا، متفتحة فكريا، غنية أخلاقياً، سليمة بدنيا…
قال رسول ﷺ ((كلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه)).

التعليقات مغلقة.