جسر وكلمات بقلم / مريم الشكيلية
عندما نفضت هذه الورقة لأجرجر الحبر فيها انفضت مني ملايين الكلمات واكتظت عند الأبواب والنوافذ وتركتني عزلاء من أكثر الأشياء أقف عليها ثابتة…
في كل مرة عندما تكون أحرفي عصية عن الكتابة، وتتحالف مع ذاك الفراغ المخيف، تجدني أسير بلا عتاد على ذاك الجسر، أطيل النظر إلى الوجوه العابرة منه وإليه، وعلى رصيف قديم يجلس عازف الناي ممدِّدًا أنغامه على طول الرصيف.
إن ما أشعر به الآن هو ذاك الحطام الذي يأخذني في كل مرة إلى ذاك الجسر وكأنني أنفض عن نفسي ذكريات طوقت مخيلتي.
أحس الآن إنني أكثر من أي وقت، متوحدة بذاتي، أشعر أنني أستمع إلى نفسي وتداخلات مشاعري، وكأنّي أسير وحدي في عالم لا أحد فيه..
عندما يباغتك شعور ما، كأن أداة حادة تقطعك شرائح طولية، تشعر بتخبط الأشياء من حولك وتزاحمك كل التفاصيل الصغيرة حتى تلك الخارجة من قنانك المنسية.
لم أغفُ تلك الليلة، جلست أنتظر الشروق وتسلل ضوء الشمس من أقلامي، أكثر من ستائري حتى أجد متسعا” لأمدد حرفي الصلب على ورق عابر..
أتساءلُ، هل كان سهوا” مني أن أُسقط حرفاً كان يمكن أن يعيدني إلى أول السطر وأنا بكامل قواي الورقية؟
التعليقات مغلقة.