جشم العربي… د.أحمد دبيان
جشم العربى
د.أحمد دبيان
التراث القرشى وطبقية السادة والعبيد تراث أزلى، سرمدى فى هذه المنطقة المثقلة بأسر ماضً مشوه وتيه مبالغ لا محل له فى الحاضر ، اصيب متعاطوه بفقدان ذاكرة عمدى انساهم ان دولة قيدار ومملكته هى الوحيدة قبل البعثة التى صارت رقماً فى معادلة التاريخ حين تخلت عن القبلية وصارت دولة فوقفت على ابواب اورشليم تهددها بقيادة جشم العربى .
الاشارات فى التوراة تنبئنا عن مملكة كاملة شديدة البطش والقوة اسمها مملكة قيدار .
والمملكة تنسب لقيدار ، وفى نطق آخر ..قيذر
ومعنى إسمه الأسمر وهو ثانى أبناء سيدنا إسماعيل وهو واحد من الأسباط العربية الإثنى عشر .
وفى سفر إشعياء فى التوراة الآية ٤٢ :١١ نبوءة عن قيدار تقول :
Let the Wilderness and its towns raise their voices ; let the settlements where kedar lives rejoice.let the people of sela sing for Joy ; let them shout from the mountaintops.
لترفع البرية ومدنها صوتها ، الديار التى سكنها قيدار .لتترنم سكان سالع .من رؤوس الجبال ليهتفوا .ليعطوا الرب مجدا ويخبروا بتسبيحه فى الجزائر .
كان احد ملوك مملكة قيدار هو جشم العربى وهو الذى حاصر أورشليم ومنع نحميا العائد من الأسر البابلى فى عهد الملك أرتحشستا ان يعيد بناء السور .
ظهر اسم جشم في النقوش اللحيانية التي اكتشفت في العلا الواقعة شمال الجزيرة العربية والتي أرخت على الأغلب في عهده، وكذلك ورد اسمه في النقوش الآرامية في تل المسخونة في مصر، وهي تشير إليه على أنه ملك قيدار، وتشير كذلك إلى وجود قيداريين على حدود مصر الشرقية استوطنوا هناك بتوجيه من الفرس لحماية الحدود الغربية للدولة الفارسية، ويظهر حسب النصوص الأثرية، أن تأثير مملكة قيدار في أواخر القرن الخامس قبل الميلاد وبالتحديد في عهد جشم قد امتد ليشمل فلسطين وشرقي الأردن إلى حدود مصر الشرقية وشمالي جزيرة العرب، وهي المنطقة التي كانت تحت لنفوذ الأنباط فيما بعد.
تشير النصوص إلى أن جشم العربي كان يملك أعلى سلطة إدارية في المنطقة الواقعة جنوبي فلسطين والمعروفة باسم أدوم، ومما يذكر عنه اعتراضه على بناء سور بيت المقدس من قبل الزعيم العبراني نحميا في حدود سنة ٤٤٠ ق.م. بعد العودة من السبي البابلي. وقد اتفق جشم العربي مع سنبلط الحوروني وطوبيا العبد العموني على معارضة نحميا ومنعه من إعادة بناء السور، فأخذوا يتهمونه بالتمرد والعصيان لإثارة الحكام الفرس عليه، ولكن محاولة التآمر هذه أخفقت. وقد صرح جشم برأيه إلى نحميا في رسالة وجهها إليه نقل نحميا منها هذه الكلمات: وجشم يقول: إنك أنت واليهود تفكرون أن تتمردوا، لذلك أنت تبني السور لتكون لهم ملكًا بحسب هذه الأمور. وقد أقمت أيضا أنبياء لينادوا بك في أورشليم قائلين: في يهوذا ملك .
توجد آثار كثيرة تؤكد وجود هذه المملكة ولكن غياب التدوين العربى جعل هذه الفترة مجهولة تماماً .
صارت التشرذمات العربية رقماً مرة أخرى فى مسارات التاريخ حين اعترفت بانسحاقها الحضارى واستوعبت تراث الفرس وبلاد النهرين وتراث الفراعنة ، فصارت امبراطورية بقوة دفع جوهر الرسالة الاولى من اخاء ومساواة والغاء للتمايز والاقطاع والعصبية ، قبل ان تنقض الثورة المضادة فتلتحف بالمظهر دون الجوهر وتعيد بناء منظومة التعالى والعنجهية والتسيد الفارغ المضمون، فتخرج وللابد خارج مسارات التاريخ و لتستجدى وكما كانت حماية الفرس تارة والروم تارات ونحميا تارة أخرى .
التعليقات مغلقة.